الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
وطنية شوقي في منفاه | رجوع
وطنية شوقي في منفاه
كُتب عن وطنية أمير الشعراء أحمد شوقي كثيرٌ من المؤلفات. وأنصفوه ممن اتهمه بضعف الوطنية لعلاقته بالقصر الحاكم وأصوله غير العربية. فقد أحبّه الخديوي توفيق وبعثه لدراسة الحقوق إلى باريس. وكان لتواجده في باريس أثر عميق في تنمية ثقافته وصقل موهبته الأدبية. لما عاد الى مصر ولاه توفيق مكانا في القصر. وبعد وفاة توفيق تولى ابنه عباس الذي أحب شوقي وقربه إليه.. ولكن قربه من القصر الملكي لم يمنعه من رثاء عرابي الذي قاد ثورة ضد الخديوي توفيق.. ووثق صلته بقادة ثورة 1919 وخاصة مصطفى كامل. أحب مصر وأنشد أشعاراً كثيرة وجميلة في حبها وعظمتها، قال أشعارا عن نيلها وتاريخها وتراثها وجمال طبيعتها وطيبة شعبها. وأنشد روايات عن تاريخ مصر من الفراعنة إلى عهد أسرة محمد علي. كان يكره الاحتلال وأنشد أشعارا عن جرائمه. لذلك نفته سلطة الاحتلال إلى أسبانيا من 1914 ــــ 1920.
وقال قصائد في المنفى تتضح فيها عاطفته الوطنية وحبه لمصر وحنينه وشوقه إليها نختار منها قصيدتين، الأولى:
يا نائح الطلح أشباه عوادينــــــا
نشجى لواديك أم نأسى لوادينــــا
ماذا تقص علينا غير أن يــــــــدا
قصَّت جناحك جالت في حواشينا

وهو في هذه القصيدة يناجي طائراً رآه في وادي الطلح ينوح ويبكي عشه الذي فقده ويحن إلى مائه ووطنه. ويعارض قصيدة ابن زيدون، التي قالها في محبوبته ولادة التي هجرته، ومن أبياتها:
أضحى التنائي بديلا من تدانينـا
وناب عن طيب لقيانا تجافينـــا
من مُبلّغ الملبسينا بانتزاحهـمُ
حزناً مع الدهر لا يبلى ويبلينـــا

أما القصيدة الثانية، فقد قالها في الأندلس التي ذهب إليها من منفاه في برشلونة. وشاهد قصور الأمويين وآثارهم وتذكر أمجاد العرب وقوتهم، وكيف تحوّلوا بعد ذلك إلى الضعف، يقول فيها:
اختلاف النهار والليل ينســــــي
اذكرا لي الصبا وأيام أنســـــــي
وسلا مصر: هل سلا القلب عنهـا
أم أسَّى جرحه الزمان المؤسّـــي؟
وطني لو شغلت بالخلد عنـــــه
نازعتني إليه في الخلد نفســـي
وعظ البحتري إيوان كســـــــرى
وشفتني القصور من عبد شمس

ويُعارض فيها «سينية» البحتري التي قالها في إيوان كسرى، وهو مهموم بعد اغتيال الخليفة المتوكّل على يد ابنه المنتصر، وغضب المنتصر على الشاعر، لأنه رثى والده.
نتمنى أن يتمكن شعراؤنا وأدباؤنا من تصوير الأخطار التي تهدّد وجودنا.

د. عبدالمحسن حمادة
D_hamadah@hotmail.com



4/15/2015
 
 
 
 
الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
تصميم و برمجة
q8portals.com