الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
الحرب على الإرهاب حرب استنزاف للأمة | رجوع
2015

الحرب على الإرهاب حرب استنزاف للأمة
• النفوذ الإيراني دفع بعض القادة الإيرانيين إلى التصريح بأن الإمبراطورية الفارسية التي عاصمتها بغداد قد قامت.
مرّ على اشتعالها أكثر من تسعة شهور، وتمكنت العصابات الإرهابية من أن تحتل مدن الأنبار العربية ومدن الكرد العراقية وأراضي شاسعة في سوريا العربية وأجزاء من ليبيا. تلك المدن والأراضي الشاسعة الغنية بالزراعة وحقول النفط. التي كانت قبل سنوات عصيّة على كل معتدٍ أن تطأ قدمه فوق تلك الأراضي؛ لأنها كانت محميّة من جيوش عربية قوية ذات عقيدة وطنية.. أين ذهب الجيش العربي السوري الحر الذي يعتز بعروبته وحرر الدولة من الاحتلال الفرنسي؟ وأين ذهب الجيش العراقي، الذي تأسس بعد سقوط الخلافة العثمانية، وكان من أفضل جيوش المنطقة؟ والذي حمى الجبهة الشرقية من الأطماع الفارسية التي ظهرت واضحة بعد نجاح ثورة الخميني. إذ كان الخميني وقادته بعد نجاح ثورتهم يحلمون بإعادة أمجاد الإمبراطورية الفارسية، من خلال بسط نفوذهم على الأراضي العربية. وكانوا يغطون تلك الأطماع برفع شعارات تنادي بالعداء لأميركا والصهيونية. ولكن الواقع يشهد بأنهم لم يطلقوا رصاصة واحدة على إسرائيل، بل كان سلاحهم موجَّهاً للأراضي العربية. يقاتلون في سوريا ولبنان والعراق واليمن.. وماضون في إحياء الإمبراطورية الفارسية.
من المربك أن نرى قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، يقود قوات عراقية وإيرانية وميليشيات الحشد الشعبي العراقية، هذا القائد المتعصّب لفارسيته يقود تلك القوات لتحرير محافظة صلاح الدين العربية، ومنها مدينة تكريت، المدينة الرمز التي تخرج منها معظم قوات الجيش العراقي، التي هزمت الجيش الفارسي الذي جاء ليحتل العراق بعد نجاح الثورة الإيرانية. نرى اليوم ذلك الجنرال الإيراني يقود تلك القوات لاحتلال مدن الأنبار. وأعلن قائد التحالف الأميركي أن تلك القوات بقيادة سليماني تعتدي على العرب السنة، وامتنع عن تقديم مساعدات لها. وحذّر الأمير سعود الفيصل من العبث الذي تمارسه إيران في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وقال لنظيره الأميركي إن تكريت مثال ساطع على ما يقلقنا، إيران في طريقها إلى وضع يدها على العراق. (الشرق الأوسط، 2015/3/6) بينما تفاخر هادي العامري، زعيم ميليشيا بدر، والنائب في البرلمان العراقي بالدور الذي يقوم به الجنرال الإيراني. وادعى أنه لولا سليماني لكان العراق في قبضة «داعش»..(الشرق الأوسط 2015/3/13) وبعد استيلاء الحوثيين الموالين لإيران على صنعاء، مكنوا القوات الإيرانية الخاصة من التواجد على الأراضي اليمنية. وتمكنت تلك القوات من تحرير الملحق بالسفارة الإيرانية والمحتجز من 2013/7/21.
إن هذا النفوذ الإيراني فوق هذه الأراضي العربية هو الذي دفع بعض القادة الإيرانيين إلى التصريح بأن الإمبراطورية الفارسية التي عاصمتها بغداد قد قامت. ومن المؤكد أن استمرار تلك الحرب سيعرقل التنمية في المنطقة ويدفعها إلى التخلف.

د. عبدالمحسن حمادة
D_hamadah@hotmail.com



3/23/2015
 
 
 
 
الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
تصميم و برمجة
q8portals.com