• نتمنى ظهور قيادة إيرانية تتعاون مع أنظمة المنطقة، وتتبنى سياسة تساهم في تقدمها.
ينتمي الحوثيون إلى المذهب الزيدي، وتعود التسمية إلى زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وكان الزيديون حكاماً لليمن حتى قيام الجمهورية 1962.
إن انقسام الأمتين العربية والإسلامية إلى طوائف ومذاهب لا يمثل مشكلة، فقد يكون ذلك مدعاة للتقدم، وذلك عندما يحترم كل طرف الآخر، ويتعاون معه لبناء الدولة، أو قد يكون سبباً في الانقسام، وذلك عندما يحاول طرف أن يُعلي من نفسه ويستحوذ على الدولة ويُقصي الآخر ويستقوي بالأجنبي على شريكه، كما فعل نصر الله، الذي أصبح وكيلاً لإيران، ويصف أنصاره بأنهم أشرف الناس، وكما فعل المالكي الذي قتل شركاءه في الوطن، بدعوى محاربة التكفيريين، وكما يفعل بشار الأسد.
قد يكون هذا العنف الذي قامت به تلك الميليشيات هو السبب الذي أدى إلى ظهور التطرّف في منطقتنا، وحوّلها إلى ساحة حرب، وستكون هذه الحرب سبباً لتخلف المنطقة. وقد تكون الثورة الإيرانية أحد الأسباب لإشعال الفتن في المنطقة، فمنذ قيامها أعلن قادتها عزمهم على تصدير الثورة إلى الدول المجاورة. ودلّ هذا الإعلان على نية إيران مدَّ نفوذها إلى الدول المجاورة، وتسبب في قيام الحرب العراقية ـــ الإيرانية، كما قامت بتسليح «حزب الله» لتكوين ميليشيا مسلحة طائفية تتحكم في قرار الدولة اللبنانية. كما كان اتصال إيران بالحوثيين سبباًَ لتحولهم، فقد عاشوا قروناً طويلة في اليمن لم يُعرف لهم توجه ضد رفاقهم، ولكن بعد التحريض الإيراني قاموا بانقلابهم. وبعد أن حاصروا قصر الرئاسة وأسقطوا الرئيس استكملوا حلقات سيطرتهم الكاملة على مفاصل الحكم في اليمن، عندما أصدروا إعلانهم الدستوري بصورة منفردة. ونصّ الإعلان على حل مجلس النواب الحالي ويُستبدل به مجلس وطني، يتكون من 550 عضواً يتم اختيارهم من اللجنة الثورية، أي ثورة 21 سبتمبر 2014، وهو تاريخ استيلاء الحوثيين على العاصمة صنعاء. وفي حل مجلس النواب يكون الحوثيون قد وجهوا ضربة إلى حليفهم علي عبدالله صالح، لأنه كان يملك أغلبية في ذلك البرلمان.
نتمنى أن تحكم إيران قيادة تراجع تلك السياسات التي استمرت ثلاثة عقود، وأدت إلى قيام الحرب العراقية ـــ الإيرانية، التي ذهب ضحيتها ما يقارب مليون قتيل وآلاف الجرحى والمشوّهين ومليارات من الدولارات. وتم إعدام ما يقرب من 100 ألف شخص، وقضى أكثر من 5 ملايين شخص في السجون بناء على اتهامات زائفة، وفر ملايين من الإيرانيين من إيران أغلبهم من الكفاءات، وأصبح المواطن الإيراني العادي أفقر مما كان عليه قبل الثورة. نتمنى ظهور قيادة إيرانية تتعاون مع أنظمة المنطقة، وتتبنى سياسة تساهم في تقدمها.
د. عبدالمحسن حمادة
D_hamadah@hotmail.com