الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
رؤساء مصر بعد سقوط الملكية | رجوع
رؤساء مصر بعد سقوط الملكية
هل التغيير يأتي من رجال الفكر والسياسة أم من العسكر، وتجربة مصر مع زعمائها تختلف من رئيس إلى آخر؟
هل كان من الأفضل لمستقبل مصر والوطن العربي أن يتحرك الجيش لإسقاط النظام الملكي، أم أن يأتي التغيير من رجال الفكر والسياسة؟ كانت مصر تعاني الاحتلال، وهي مشكلة تعاني منها معظم الدول النامية في تلك الفترة. كان فيها حرية ونظام ديموقراطي. تحكم وفق مواد دستور توافقي أعطى حقوقا للملك وحقوقا للشعب. يشكل الحكومة الحزب الفائز بالانتخابات. كما كانت تتمتع باقتصاد قوي وتعليم متطور. حكم مصر منذ سقوط الملكية سبعة رؤساء من الجيش، ما عدا عدلي منصور الرئيس المؤقت، ومرسي. ومن الصعوبة الحكم على نجيب لقصر فترة حكمه، والسيسي حتى تنتهي فترة حكمه. وعدلي منصور الرئيس المؤقت، ومرسي لوجوده في المحاكمة.
أما عبدالناصر فقد كان نزيها ولكنه كان حاكما فرديا، فقد جعل إقامة الديموقراطية تأتي في المبدأ الأخير من مبادئ ثورة 1952، أي بعد القضاء على الاستعمار والإقطاع والاحتكار وسيطرة رأس المال المستقل وإقامة العدالة الاجتماعية والجيش الوطني القوي. ومن القرارات الفردية التي اتخذها وأدت إلى كوارث دخوله حرب اليمن، أغلق مضايق تيران فانفجرت حرب 67، فرض مذاهب سياسية واجتماعية غريبة عن ثقافة المجتمع كالاشتراكية. حارب تجار العقار فامتنع التجار عن الاستثمار في العقار، فواجهت مصر أزمة سكنية. أمّم المواصلات والصحافة فأصبح الصحافيون موظفين في الدولة. أمّم كثيرا من الشركات الناجحة وتدنى مستواها بعد أن أصبحت مملوكة للدولة.
أما السادات فورث دولة محتلا جزء من أراضيها، وكان لإغلاق القناة وهجرة شعوب مدن القناة أثار سلبية اجتماعية واقتصادية وسياسية. وواجه رجال عبدالناصر الذين أرادوا أن يصبحوا مركز قوة لاتخاذ قرارات الدولة وعملوا على تحويل الرئيس إلى مجرد صورة. جاملهم في البداية ثم تمكن من التغلب عليهم. وبعد انتصار اكتوبر تمكن من السيطرة على الجيش والمخابرات والأجهزة الأمنية والإعلام. وأراد أن يحول نفسه إلى أسطورة. كان أول رئيس عربي يسافر إلى إسرائيل ويحاورهم في السلام. رفض أن يحاور من عارض خطواته نحو السلام واعتقلهم وكان فيهم سياسيون ومفكرون.
أما مبارك فحكم ثلاثين عاما ومن الطبيعي أن يكون له أخطاء. اكتسب خبرة في الرئاسة حيث كان نائبا للسادات. حكم بعد رئيس مغتال فكان من الضروري أن يعلن حالة الطوارئ. أفرج عمن اعتقلهم السادات وعاهدهم بفتح صفحة جديدة معهم. سمح بتعدد الأحزاب، كان في مجلس 2005 مئة نائب من الاخوان. وشجع الإعلام الخاص من صحافة وقنوات تلفزيونية. أسس مدينة الإنتاج الإعلامي.

د. عبدالمحسن حمادة
D_hamadah@hotmail.com


3/11/2015
 
 
 
 
الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
تصميم و برمجة
q8portals.com