• أفادت الأنباء بأنها ستقوم بحل الاتحاد ومعالجة الأخطاء، ولكنها سرعان ما تراجعت وفضلت التريث.
ليست خسارة المنتخب الكويتي وحدها التي آذت الشعب الكويتي، ولكن التصريحات السيئة لرئيس الاتحاد آلمت كثيراً من الشعب. بعد أن قال للجماهير الغاضبة ياليت تحلون الاتحاد. أي كأنه ربما يقول ليس بمقدور أحد أن يزيحه من الاتحاد. من أين يستمد هذا الشخص قوته؟ ونقدنا هنا موجه له بصفته، فبدل أن يعتذر للشعب عن تلك النتيجة والمستوى السيئ الذي وصل إليه الفريق ربما بسبب إدارته ويعلن استقالته. هناك من يعتقد أنه ومجموعته أفسدوا الرياضة وسعوا إلى تغيير القاعدة الانتخابية لكثير من الأندية. جاءوا بناخبين من خارج الأندية لا علاقة لهم بالرياضة كل عملهم يصوّتون في الانتخابات للقائمة التي يريدها رئيس الاتحاد. وبهذا الأسلوب أبعدوا مؤسسي الأندية المحبين للرياضة.
وان ثبت ذلك فماذا كان عليه موقف الحكومة؟ فبعد أن أفادت الأنباء بأنها ستقوم بحل الاتحاد ومعالجة الأخطاء، فإنها سرعان ما تراجعت وفضّلت التريث، وبررت ذلك بالخوف من مواجهة المنظمات الدولية وتهديداتها بالوقف. وفي هذه الأثناء استقال قياديون إداريون من الاتحاد واتهموا رئيسه بالتعنت واتخاذ قرارات فردية مضرة. إذن، مجلس الوزراء بصفته المسؤول عن قيادة الدولة هو المسؤول عن تردي المستوى الرياضي.
أشير في السياق إلى مقال قد ينطبق علينا. يقول المقال إن الكاتب الفرنسي أسكولوفيتش ومجموعة من الكتاب الفرنسيين وصفوا وزيرة الثقافة الفرنسية بأنها بربرية، لأنها أقرت في مقابلة تلفزيونية بأنها لم تقرأ كتاباً واحداً منذ سنتين، وأنها لم تطلع على رواية واحدة للروائي الفرنسي باتريك موديانو الحاصل على جائزة نوبل في الأدب لانشغالها بأعمال الوزارة، واعتبروا ما قالته دليلاً على كونها لا تصلح لأن تكون وزيرة. هكذا، تبدو عندهم المعرفة مهمة، وأن المسؤول الذي لا يملك أفكاراً ولا سعة أفق ومعرفة ولا يواكب المتغيرات الثقافية ليس سوى موظف تقني. (الشرق الأوسط، 2014/11/17).
إن هذه النظرة المستنيرة للحكم على الوزير الناجح تفيدنا في وضع معايير جيدة لاختيار الوزير. ومن أهمها أن يكون شديد الثقة بنفسه، واسع الثقافة والإطلاع، قادراً على تكوين رأي في مشاكل الدولة، لاسيما مشاكل اختيار الكفاءات، لا أن يتم اختياره ربما للترضية. ولا ننظر للوزير الناجح على أساس أنه ملم بوزارته أو الذي يتدخل في كل صغيرة وكبيرة في وزارته، أو يحضر مبكراً للعمل ويحاسب المتأخرين كما يعمل الإداريون في المدارس.
د. عبدالمحسن حمادة