• يستدل من تاريخهم أنهم استخدموا السلاح والعنف والإرهاب للوصول إلى الحكم.
تتعرض مصر لحرب إرهابية عنيفة تقودها جماعة الإخوان، وتساندها مخابرات قوية تمدها بالمعلومات الاستخباراتية والمال والعتاد والإعلام. والإعلام سلاح خطير، لأنه يخاطب العقول ويسعى الى التأثير عليها وإعادة تشكيلها لخدمة أهداف تلك الدول. لذلك سخرت تلك الدول قنوات فضائية وصحفا لنشر فكر الإخوان وتلميعهم، لزعزعة ثقة الشعب المصري بجيشه وأجهزته الأمنية واستسلامه لعنف الإخوان. واختاروا في حربهم الإعلامية وسائل منوعة، منها المنابر الدولية لإقناع دول العالم بأن فكر الإخوان فكر وسطي معتدل يؤمن بالديموقراطية وقيمها. وقال أحد مندوبي تلك الدول، في معرض دفاعه عن فكر الإخوان في اجتماعات حقوق الإنسان الدولية، ان فكر الإخوان المسلمين شبيه بفكر الأحزاب المسيحية الأوروبية. ويرى أنه إذا كانت أوروبا، وهي في مقدمة الدول المؤمنة بالديموقراطية، لا تعارض قيام أحزاب دينية. وأثبتت تلك الأحزاب الأوروبية المسيحية نجاحها في المشاركة السياسية، لذا يعتبر منع الإخوان من المشاركة في الحياة السياسية في الدول العربية نوعا من الاعتداء على حقوق الإنسان السياسية. ليتوصل من خلال هذا الطرح إلى أن الدول والدساتير التي تحرمهم من ذلك هي دول دكتاتورية. لذا يرى أن الثورة الشعبية التي أطاحت بحكم الإخوان في مصر ما هي إلا انقلاب عسكري، قام به الجيش لينتزع السلطة من رئيس منتخب، لذلك يسميها حكومة الانقلاب.. وهو ما قاله الرئيس أردوغان في خطابه في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، منتقدا الأمم المتحدة لاستقبالها حاكماً قام بانقلاب على رئيس منتخب. ويعني الرئيس السيسي.
بكل تأكيد هناك اختلاف واسع بين فكر الإخوان والأحزاب المسيحية الأوروبية، حيث نشأت تلك الأحزاب في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، إثر سيطرة روسيا الشيوعية على أجزاء من أوروبا الشرقية، وحاولت نشر فكرها العقائدي على شعوب تلك المنطقة. وحاربت الدين بصفة عامة، ومنعت الكنائس ورجال الدين المسيحي من أداء دورهم. وظهرت أحزاب شيوعية واشتراكية في أوروبا الغربية، وتحمست لنشر ذلك الفكر. عندئذ نشأت الأحزاب المسيحية الأوروبية في أوروبا الغربية كردة فعل على تلك الأحداث لمحاصرة الشيوعية، وعدم تمكينها من الانتشار في أوروبا الغربية، وآمنت تلك الأحزاب بأن المسيحية جزء مهم من الثقافة الأوروبية، وأن المحافظة عليها شرط مهم في الحفاظ على الثقافة الأوروبية. فالأحزاب المسيحية الأوروبية لا ترحب ببعث كنيسة العصور الوسطى، ولا تمكين الكنيسة ورجالها من السيطرة على الثقافة والدولة، بل هي أحزاب ليس لها من المسيحية سوى التسمية، لأنها تؤمن بالديموقراطية وبمدنية الدولة وعلمانيتها وتداول السلطة بطرق سلمية.
أما الإخوان فهم من تدبير وتخطيط المحتل الأجنبي لمصر، لضرب الوحدة الوطنية وتقسيم الشعب إلى دينيين ولا دينيين ليسهل بث الفرقة والصراع بينهما، ويستدل من تاريخهم أنهم استخدموا السلاح والعنف والإرهاب للوصول إلى الحكم. وهم اليوم يحاربون الحكومة والبرلمان الليبي المنتخب ليحكموا الليبيين بقوة السلاح، وكذلك الحال في مصر.
د. عبدالمحسن حمادة
D_hamadah@hotmail.com