• استدرجت مجموعة من الزيديين إلى طهران وأغدقت عليهم الأموال وعلمتهم ودربتهم على أن يكون ولاؤهم لطهران.
للقيادة الإيرانية مشروع قومي فارسي. إنهم يحلمون بإعادة بناء الإمبراطورية الفارسية التي أسقطها الفتح الإسلامي. ولتحقيق هذا الحلم تسعى إيران لبسط نفوذها على أجزاء من الوطن العربي، كما تسعى لامتلاك الأسلحة الفتاكة، وتزرع العملاء في منطقتنا وتمدهم بالمال والسلاح ليكونوا ذراعها الذي يمكنها من السيطرة على المنطقة. وتخفي تلك الأطماع برفع شعارات كاذبة كدول المقاومة والممانعة والموت لأميركا وإسرائيل، وغير ذلك من الشعارات التي تعودنا سماعها منها ومن عملائها، كحزب محتشمي في لبنان ورئيسه نصر الله الذي يرفع ذلك الشعار ليضفي نوعا من القدسية على سلاحه الخارج عن إرادة الدولة، والذي استخدم لفرض إرادة الحزب التي هي إرادة طهران على الشعب اللبناني، ويخوض به حربا طائفية في سوريا. اليوم تكرر إيران ظاهرة حزب الله في اليمن لنشر الفتنة والشر في ربوع الجزيرة العربية، فاستدرجت مجموعة من الزيديين إلى طهران وأغدقت عليهم الأموال وعلمتهم ودربتهم على أن يكون ولاؤهم لطهران والثورة الخمينية، وعلى حمل السلاح والحقد والكراهية على الطوائف الأخرى، وكيف ينقلون هذه التعليمات إلى طائفتهم ليصلوا إلى حكم الدولة. لذلك نجد في الكلمة التي وجهها عبد الملك الحوثي للشعب اليمني بمناسبة عيد الأضحى تطابقا مع الخطاب الإيراني، فاعتبر ما حدث في اليمن ثورة، وقال إن مناسبة عيد الأضحى المبارك والحجاج في رحاب الله يستكملون مناسك الحج آتين من كل فج عميق، لمشهد من مشاهد عظمة الإسلام، يدفع المسلمين إلى تحمل المسؤولية والعمل في الوحدة في ما بينهم ونبذ العصبيات وتوحيد الجهود لمواجهة مشاريع التمزيق والتفتيت التي تعمل عليها دول الاستكبار العالمي، وعلى رأسها الولايات المتحدة راعية الكيان الإسرائيلي المحتل لأرض فلسطين منذ ستة عقود.
هناك تشابه بين خطاب زعيم الحوثيين والخطاب الإيراني وحزب الله اللبناني، ركز على العداء لأميركا باعتبارها العدو الحقيقي للأمة الإسلامية التي تسعى دوما لإضعافها وإبعادها عن مصادر قوتها. ولم يشر في كلمته إلى الأمة العربية التي يعتبر اليمن جزءا مهما من منظومتها منذ فجر التاريخ. ويصف ما حدث في اليمن من سيطرة الحوثيين على مفاصل الدولة بأنه ثورة، أي بظهور نظام جديد سيغير معالم الدولة اليمنية، وهنأ الشعب اليمني بانتصار ثورته. وبوصول الحوثيين المدعومين من طهران إلى حكم اليمن وسيطرتهم على صنعاء ومؤسسات الدولة بما فيها من مساجد، حيث طردوا الأئمة المعينين من وزارة الأوقاف وعينوا أئمة لنشر الفكر الحوثي، ثم واصلوا زحفهم ليمتد النفوذ الإيراني إلى البحر الأحمر وباب المندب. وكشفت مصادر استخباراتية أن عناصر من حزب الله والحرس الثوري الإيراني موجودة في اليمن لمساعدة الحوثيين في تلك الحرب. (الشرق الأوسط - 26/9/2014).. وقد لا تتوقف أطماع إيران التي كان اغلب قادتها يتفاخرون بأن نفوذهم وصل إلى البحر الأبيض المتوسط عبر بغداد ودمشق وبيروت والآن إلى البحر الأحمر، وقد يفكرون بمد نفوذهم إلى القطيف للسيطرة على منابع النفط.
د. عبد المحسن حمادة
D_hamadah@hotmail.com