• تقدمتم بمشاريع قوانين سيؤدي تنفيذها إلى نزف الثروة الوطنية من دون أن تهتموا بآراء الخبراء.
يعرف من يصفون أنفسهم بالأغلبية أن هذه الصفة لا تنطبق عليهم، ولكن أغلبهم قد يكونون مصابين بداء العظمة الذي يجعلهم يتخيلون أن باستطاعتهم أن يخدعوا أنفسهم والسذّج من الناس، ليصدقوا مزاعمهم.
استغلوا موافقة المجلس على شطب استجواب مقدم لرئيس مجلس الوزراء، واستقالة خمسة أعضاء من المجلس، فظنوا أن تلك الحادثة فرصة قد تساعدهم على إحداث عاصفة سياسية تمكنهم من تحقيق مطالبهم.. ودعوا المواطنين إلى ندوة تعرفون ما عرض ودار وحصل فيها.
قيل ذلك علانية، وكان لا بد من الرد عليه. واستطاع رئيس مجلس الأمة في مؤتمره الصحافي الرائع أن يفند تلك الأكاذيب، ويوضح الأخطاء التي وقع فيها المتحدثون في تلك الندوة. وردت البنوك، التي ادعوا أن التحويلات تمت من خلالها، أنها ليس لها علم بتلك الأموال. وأعطى المجلس شهراً لكل من لديه معلومات عن رشى أو تحويلات مشتبه بها أن يقدمها مشكوراً إلى مجلس الأمة، أو ديوان المحاسبة، وستقوم جهة محايدة بالتحقيق فيها.
لقد انتهت المدة المحددة، ولم يتقدم أحد بمستندات تثبت صحة تلك الادعاءات. وبعد تلك الندوة وإثارة الشغب في بعض المناطق السكنية حددت من تصف نفسها بالأغلبية مطالبها، لكي ترضى عن الدولة ولقبول المصالحة، وتتمثل تلك المطالب في حل مجلس الأمة وحل الحكومة وإلغاء قانون الصوت الواحد. ويطالبون بعودة قانون الانتخاب المعيب الذي يعطي الناخب الحق في أن ينتخب 4 مرشحين، أي إنهم يريدون كسر إرادة الدولة، وهدم مؤسساتها، ويرون أنه لا يوجد مصلح في هذه الدولة سواهم.
إن إصرار هذه المجموعة على عودة قانون الانتخاب المعيب لإدراكهم أنهم لن يصلوا إلى المجلس إلا من خلاله، ليقيموا تحالفاتهم المشبوهة في الغالب وتبادل الأصوات، ليصبحوا أكثرية عن طريق قانون انتخاب جائر. ظلم كثيراً من الأقليات والشباب في مختلف الدوائر الانتخابية، وحرمهم من الوصول إلى المجالس النيابية، ليسمعوا مطالبهم للدولة. وعلاوة على ما يعانيه ذلك القانون، فإنه قانون يخالف الحقيقة، فإذا كان لدينا 400 ألف ناخب، وأعطينا كل ناخب 4 أصوات، سيصبح لدينا مليون وستمئة ألف صوت، ألا يبدو ذلك منافياً للحقائق!
لذا، فإن قانون الصوت الواحد أكثر عدالة، لأنه يمثل غالبية أطياف الشعب الكويتي. أما من تصف نفسها بالأغلبية، فلا يهمها ما في ذلك القانون من عوار وعيوب، كل ما يهمها أن تصبح أغلبية في المجلس.
وما عساكم أن تفعلوا للدولة إذا أصبحتم أغلبية. كنتم أغلبية استبدادية ودكتاتورية المجلس أشد خطورة على الدولة من دكتاتورية الحكومة ان وجدت. تميز أغلبكم باللغة الهابطة وإطالة اللسان لإرهاب الوزراء والمسؤولين لتنفيذ مطالبكم الضارة بالدولة، ومن لم ينفذ مطالبكم سيتعرض للاستجواب. تمكنتم من خلال ذلك الإرهاب من فرض موظفين غير أكفاء في مؤسسات الدولة، كالنفط والخطوط الكويتية، فساهمتم بتدمير تلك المؤسسات. تقدمتم بمشاريع قوانين سيؤدي تنفيذها إلى نزف الثروة الوطنية من دون أن تهتموا بآراء الخبراء الذين يحذرون من خطورة تلك المشاريع. تقدمتم بمذكرات لتغيير قانون السلطة القضائية لتضعوها تحت سيطرتكم لتقوموا بتدميرها كما دمرتم بعض دوائر السلطة التنفيذية. كما أظهرتم نواياكم بتغيير مواد الدستور الذي توافق عليه الكويتيون ليتمكن الإخوان من السيطرة على الدولة بالاتفاق مع التنظيم الدولي. بالاختصار ليس لديكم مشروع وطني ينمي الدولة، وما لديكم سوى الشر والفتنة وتدمير الدولة ومؤسساتها. فمن طالب بالمصالحة معكم لتفرضوا مطالبكم؟
د. عبد المحسن حمادة