• إن أنت أكرمت الكريم ملكته، وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا. ومن يصنع المعروف في غير أهله، يلاقي ما لاقى مجير أم عامر.
لا غرابة في انقلاب الإخوان على الحكومة الكويتية التي قدمت لهم دعماً مادياً ومعنوياً غير محدود. فهذه هي طبيعتهم لا يحافظون على العهود. ويرجع سبب انقلابهم على الحكومة الكويتية إلى أنه بعد استيلاء الإخوان على الحكم في مصر وتونس وتغلغل نفوذهم في السودان وليبيا، تطلعوا لابتلاع دول الخليج. فحركوا خلاياهم لتحقيق تلك الأطماع. من هنا بدأ إخوان الكويت يبدلون موقفهم من الحكومة الكويتية، فأصبحت حكومة فاشلة وطالبوا بالإصلاح السياسي، الذي لا يتحقق إلا بحكومة برلمانية منتخبة. ليشكل الإخوان تلك الحكومة، ومن ثم يستولوا على الدولة ليسلموها لتنظيمهم الدولي.
كان هدف أميركا وحلفائها من إثارة الفتن في المنطقة تفتيتها والقضاء على الجيوش العربية القوية، لكي لا يبقى فيها جيش قوي سوى الجيش الإسرائيلي. واختاروا الإخوان كرأس حربة لتنفيذ المخطط الإجرامي. فالإخوان وما يملكون من تنظيم سري ودولي واتصالات عنكبوتية مع مخابرات أجنبية قادرون على القيام بهذه المهمة. وستمكنهم تربيتهم الشريرة، حيث تربوا على الكذب والتقية. سيتمكنون من خلال ذلك من إقناع أنفسهم وفصائلهم بان ما يقومون به من أعمال قذرة لا يتعارض مع مبادئ الإسلام.
وإذا كان شعب مصر وجيشها الباسل تمكنوا من هزيمة مخططهم في مصر. فلا يعني ذلك أنهم سيتخلون عنه، خصوصاً أنهم يرون انهيارا في الدولة السورية والعراقية. لذا سيبحثون عن مكان آخر لتنفيذ ذلك المخطط، ولعلهم وجدوا ضالتهم في الكويت.. دولة غنية وتنظيم الإخوان فيها قوي.. وخلافات بين بعض أبناء الأسرة.. واستغل التنظيم الدولي تلك الخلافات لتحقيق مآربه الشريرة.
كان من المفروض أن يعقد المسؤولون مؤتمرات صحافية يوضحون للشعب رأيهم في ما يجري من أحداث، وأن يوقفوا من التلاعب بأمن الدولة، وأن يتصدوا للإخوان بشكل واضح، فهم أصل البلاء. ولا نصدق ما يدعيه مشايخهم من أنهم يتبرأون من تلك الأعمال. فالإخوان تربوا على السمع والطاعة. فما يقوم به احداثهم من شغب ما هو إلا تنفيذ لأوامر القيادة. ولكنهم يمارسون التقية والكذب لمزيد من التضليل والخداع، فما يحدث عندنا في ليالي شهر رمضان من شغب مشابه لما أحدثه الإخوان في مصر قبل فض اعتصام رابعة وميدان النهضة. استخدموا قنابل المولوتوف والحرق وقطع الطرق واستخدموا الأطفال وألبسوهم الأكفان وجعلوهم في المقدمة، وقالوا عنهم إنهم مشروع شهيد ليسقط منهم قتلى ويتهموا الأمن والجيش بقتل الأطفال، ويرفعوا قضايا في المحاكم الدولية ضد الدولة. الأساليب نفسها يتبعها إخوان الكويت، فهم لا يخافون على ضياع الأوطان، ولا يحترمون الحدود، بل ينظرون إليها على أنها أصنام يجب تحطيمها لإيمانهم بسيادة العالم. لذلك، أعلن تنظيمهم الدولي مساندته لأبي بكر البغدادي الذي حطم الحدود بين سوريا والعراق، وأعلن تأييده كخليفة للمسلمين.
د. عبد المحسن حمادة