الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
مساهمات أميركا في تمدد النفوذ الإيراني | رجوع

مساهمات أميركا في تمدد النفوذ الإيراني
كتب عبدالمحسن حمادة :
">• أصبح العراق العربي الذي سلّمته أميركا لإيران على طبق من فضة هو الجائزة الكبرى التي حصلت عليها إيران.
منذ أن شنّت أميركا حربها ضد العراق 2003، مدعية كذباً أنها ستدمر أسلحة الدمار الشامل التي يمتلكها وتحرر شعب العراق من نظام مستبد وتستبدله بنظام ديموقراطي سيكون نموذجاً تتعلم منه المنطقة قيم الديموقراطية، وبعد احتلال العراق وتعيين برايمر حاكماً عسكرياً عليه، بدأ مخطط تقسيم العراق على أسس عرقية طائفية، وأولى الخطوات التي اتبعها برايمر هي حل الجيش العراقي الوطني والأجهزة الأمنية واستبدالها بميليشيات تدربت في إيران وربما تحمل الولاء لطهران. وفي هذه الأثناء بدأ اغتيال الطيارين الذين شاركوا في الحرب ضد إيران، كما قام باستيراد دستور طائفي قام بتقسيم المناصب القيادية في الدولة على أسس عرقية طائفية، فشجع على غرس بذور الفتن الطائفية والاقتتال الطائفي، وأصبح العراق على وشك الدخول في حرب أهلية.
وبغض النظر عن حماقات صدام وما ارتكبه من جرائم وأخطاء في حق الشعب العراقي وجيرانه، فإنه يمكن القول إن جيش العراق كان جيشاً وطنياً مسؤولاً عن الحفاظ على أرض العراق ووحدته، ومن الجيوش العربية القوية، فقد استطاع أن يحجم الدور الإيراني المغطى برفع شعارات كالمقاومة والممانعة والعداء لأميركا والصهيونية وقطع العلاقات مع إسرائيل، حيث خصصت إيران يوماً للقدس وهو آخر جمعة من رمضان يتحدث فيه عملاؤها عن تحرير القدس وأسست فيلق القدس.
ومن الواضح أن ما ترفعه إيران من شعارات براقة تحمل العداء لأميركا والصهيونية ليست إلا ذرائع تخفي وراءها أطماعها في السيطرة على العالم العربي، فهي في الواقع من أوائل الدول التي اعترفت بالحكومة التي شكّلها المحتل في العراق، وساندت الاحتلال الأميركي، حتى قال الرئيس خاتمي: لولا الدور الإيراني لما نجحت أميركا في احتلال أفغانستان والعراق، وتمكنت الميليشيات العراقية المدربة في إيران أن تملأ الفراغ الذي خلفه حل الجيش العراقي والأجهزة الأمنية. وهكذا أصبح النفوذ الإيراني في العراق واضحاً. وأصبح العراق العربي الذي سلّمته أميركا لإيران على طبق من فضة هو الجائزة الكبرى التي حصلت عليها إيران، وأصبح نوري المالكي الذي ينتمي لحزب الدعوة الموالي لإيران حاكماً للعراق ومدافعاً عن النفوذ الإيراني.
لذلك ما تشهده أرض الأنبار ما هو إلا ثورة شعبية لمقاومة الاحتلال الإيراني للعراق، فلا نعرف مدى قدرة عرب الأنبار الشجعان على مقاومة التغلغل الإيراني، ومدى قدرتهم على قيادة الشعب العراقي الذي تشظى إلى أحزاب وطوائف مذهبية وعرقية ليقوم بمعجزة بإقصاء الاحتلال الإيراني من العراق؟
كما امتد النفوذ الإيراني إلى سوريا ولبنان، عندما قررت حكومة طهران مساندة نظام بشار الدكتاتوري المستبد ضد الشعب السوري الثائر على حكم عائلي مستبد حكم الدولة أكثر من أربعين عاماً بالحديد والنار. وأراد الشعب السوري من خلال تلك الثورة أن يحكم كما تحكم معظم شعوب العالم الحرة بنظام ديموقراطي يختار الشعب حكومته بدلاًَ من التزوير الذي يمارسه نظام الأسد. وذهب ضحية تلك الثورة أكثر من مئتي ألف شهيد. قتلوا على يد جيش بشار وفيلق القدس والميليشيات العراقية التي يرسلها المالكي وميليشيات حزب الله وكيل إيران في لبنان. هؤلاء رجال إيران في المنطقة الذين يحاربون لإعادة بناء الامبراطورية الفارسية بلا رتوش، مستغلين التشرذم العربي وتشجيع المجتمع الدولي لتلك الحروب، فهل تستطيع ثورة الأنبار إسقاط أوهام الفرس؟

د. عبدالمحسن حمادة
D_hamadah@hotlail.com .



7/8/2014
 
 
 
 
الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
تصميم و برمجة
q8portals.com