الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
جدية التحقيق البريطاني بنشاطات «الإخوان» | رجوع

جدية التحقيق البريطاني بنشاطات «الإخوان»

• لولا الموقف البطولي المصري لأصبحت مصر اليوم شبيهة بما يحدث في سوريا والعراق، وليبيا.

قرار رئيس الوزراء البريطاني تشكيل لجنة للتحقيق في نشاط «الإخوان» أمر مستغرب. إذ من المعروف أن بريطانيا هي التي صنعت «الإخوان» لضرب وحدة المصريين، الذين توحّدوا ضدها 1919. واشتهر الإنكليز بسياسة «فرِّق تَسُد». فأرسلت 1920 وفداً برئاسة الفرد ملتر مدير المستعمرات البريطانية لهذه المهمة. ورأى أن تأسيس جماعة دينية سياسية ستحدث انقساماً في المجتمع المصري. وتم اختيار البنا وتأسيس جماعة الإخوان 1928 لهذا الغرض. واتصل الإنكليز بــ «الإخوان» أثناء عدوان 56 لتكوين حكومة في المنفى لتحل محل ناصر بعد تصفيته (روبرت ديفوس، لعبة الشيطان ص127) وما زالت السياسة البريطانية في المنطقة مثيرة للريبة. فهي تمنح المعارضين حق اللجوء السياسي ومنابر إعلامية لإثارة الفتنة. وتبث احدى القنوات برامج لنشر فتن طائفية في السعودية والبحرين. وشجعت حكومة بلير بوش الابن على شن حرب لتدمير العراق. وادعت كذبا أن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل.

وعلى الرغم أن حكومة كاميرون أرسلت وفدا أمنيا إلى مصر بعد تفجير باص طابا السياحي، وذلك لوجود شبهة تفيد بأن تلك الحادثة دبرتها مجموعة من الإخوان موجودة في بريطانيا. لذا، فهم خطر على الأمن القومي البريطاني، لذلك شكل لجنة للتحقيق في نشاط «الإخوان» برئاسة جون كينز سفير بريطانيا السابق في السعودية. وعلى الرغم من هذا كله يعتقد كثير من المراقبين أن ذلك القرار لن يفضي إلى اتخاذ قرارات حاسمة تدين «الإخوان»، أما الإخوان فإنهم يشككون في جدوى ذلك القرار. ورأوا أن الإدارات البريطانية المتعاقبة أخبرت الجهات علما بمواقف «الإخوان» وسلمية منهجهم. وتعاطفت معهم بعض الصحف البريطانية ونواب من مجلس العموم البريطاني. ودعيت مجموعة من قيادتهم إلى الحضور لجلسة استماع في 10/6 مع نواب في مجلس العموم البريطاني لمعرفة حقيقة الجماعة وفلسفتها. وقالت الجماعة إنها مطمئنة من موقفها، وحذرت الحكومات الغربية من الخضوع للضغوط التي يمارسها الانقلاب العسكري في مصر ومن يتعاطف معه. وعقد الإخوان اجتماعات دولية في تونس وتركيا ولندن، وأرسلوا مذكرة احتجاج إلى حكومة كاميرون لتهنئته الرئيس عبدالفتاح السيسي بعد تنصيبه رئيسا لمصر.

قد نستنتج مما تقدم أن الإخوان كانوا مشروع فتنة صنعتها المخابرات البريطانية لضرب وحدة المصريين. واليوم تستخدمها أميركا وحلفاؤها لتحقيق مشروع يرمي إلى تفكيك المنطقة وهدم استقرارها. وتمكن الشعب المصري وجيشه الباسل من تدمير ذلك المشروع. ولم تتمكن أميركا وحلفاؤها من إنقاذه. ولولا الموقف البطولي المصري لأصبحت مصر اليوم شبيهة بما يحدث في سوريا والعراق، وليبيا. لذلك نرى دعم القيادة السعودية ودولة الإمارات غير المحدود للموقف المصري، لأنهم أنقذوا الأمة من المخطط الشرير. أما في الكويت فما زال «الإخوان» يقودون بلادنا الحبيبة للشر والفتنة. ولم يجدوا من يتصدى لهم. وقد يستغل تنظيمهم الدولي الشرير الخلافات القائمة بين أطراف في الحكومة ليزيدوا الصراع اشتعالا، ليتمكنوا من الهيمنة على الدولة وتدميرها، كما دمروا الدول التي سيطروا عليها. نتمنى أن يعي الشعب الكويتي مخطط الإخوان الشرير. ولا ينخدع بما يرفعون من شعارات براقة، كالإصلاح السياسي ليخفوا أهدافهم الخبيثة.

د. عبدالمحسن حمادة



6/22/2014
 
 
 
 
الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
تصميم و برمجة
q8portals.com