• من يحمي الشعب الكويتي من شرور هذه الجماعة الفاشية؟!
تتضح بصمات «الإخوان» وراء مشروع الإصلاح السياسي الذي قدمه ما يسمى ائتلاف المعارضة. فــ «الإخوان» يحملون مشروع فتنة. فمنذ تأسيسها ترفض مبدأ الوطنية وتدعو إلى دولة الخلافة الإسلامية. فوطنها الدين، وليس الطين. يتعارض هذا مع مبادئ ثورة 1919 التي وحّدت الشعب المصري وراء كلمة الاستقلال. فكان زعماء مصر المسيحيون يخطبون في المساجد، والزعماء المسلمون يخطبون في الكنائس. وبدأت المخابرات البريطانية تخطط لتدمير تلك الوحدة الوطنية. فتأسس «الإخوان» فخلقوا صراعا بين المسيحيين والمسلمين، وطالبوا بأخذ الجزية من المسيحيين ومنعهم من بناء الكنائس. كما خلقوا صراعا بين المسلمين أنفسهم، فمن لا يؤمن بفكرهم فهو ناقص الإيمان. فالرعاية البريطانية لــ «الإخوان» كانت من أهم أسباب النجاح السريع لهم. وهذا يفسر لنا كيف استطاع حسن البنا، وهو شاب في الــ 22 من عمره وخريج «دار العلوم» المتوسطة، ومدرس للخط في مدرسة ابتدائية، أن يحقق ذلك النجاح السريع. واليوم يتآمر التنظيم الدولي لــ «الإخوان» مع مخابرات أجنبية لإسقاط مصر وتفكيكها. فبعد وصول «الإخوان» إلى حكم مصر وليبيا وتونس، عقد قادتهم مؤتمرات تدارسوا من خلالها الحفاظ على تلك المكاسب ودعمها. استدعوا القرضاوي ليخطب الجمعة في الأزهر، تمهيدا لتعيينه شيخاً له، وفي احتفال جامعة القاهرة الذي خصص ليلقي مرسي اليمين أجلسوا القرضاوي على الكرسي المخصص لشيخ الأزهر، وأجلسوا شيخ الأزهر في المقاعد الخلفية، والذي احتج وترك الاحتفال. ثم بدأوا بتشويه سمعة شيخ الأزهر عن طريق تسميم الطعام المقدم للطلبة، دليلاً على فساد إدارة الأزهر. وكان الهدف السيطرة على مشيخة الأزهر لنشر فكرهم.
كما بدأوا يتطلعون الى الاستيلاء على معظم دول الخليج للاستفادة من ثرواتها وموقعها لتحقيق أوهامهم في إقامة دولة الخلافة. «إخوان» دول الخليج لا يختلفون عن «الإخوان» في مصر وغيرها، فهم نتاج تربية واحدة ويخضعون لتنظيم دولي وسري، يستمدون منه تعاليمهم. وعندما جاءت الأوامر للخلايا الإخوانية في دول الخليج بالسيطرة على الحكم، سرعان ما تحركت تلك الخلايا لتنفيذ تلك الأوامر. وتمكّنت المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات من التصدي لذلك التنظيم وتحجيمه. أما في الكويت ففي رأينا لم يتم التصدي لهذا التنظيم، الذي يهدد أمن الوطن والمواطن. ففي مجلس 2012 تحالفوا مع قوى أخرى وأقنعوهم بضرورة تغيير مواد الدستور الذي توافق عليه الكويتيون، واستبدال مواد أخرى بها ليتمكنوا من السيطرة على القضاء ورئاسة مجلس الوزراء. وهددوا بالنزول إلى الشارع لفرض تلك التغييرات إذا رفضتها الحكومة. وبالفعل نزلوا إلى الشارع وحاولوا التأثير في بعض القبائل ليتعاونوا معهم. وهددوا أمن الكويت.
اليوم في مشروعهم الانقلابي الذي قدموه تحت شعار الإصلاح السياسي، فقد اعتادوا على رفع الشعارات البراقة لإخفاء نواياهم الخبيثة في الاستيلاء على الدولة وتدميرها، كما دمروا مصر وتونس وليبيا. وفي مقدمة ذلك البيان يتحدثون عن الإسلام والخلافة الراشدة، ليدعوا أن الإسلام يطالبهم بهذا العمل المشين. والإسلام منهم براء. إنهم يتاجرون بالدين لإشعال الفتنة التي يحرمها الإسلام. ثم يسردون أخطاء تاريخية للحكومة عفا عليها الزمن لتشويه صورة الحكومة، ولتبرير انقلابهم عليها. ثم يسردون المواد الــ 36، التي يريدون تغييرها، ليتمكنوا من السيطرة على الدولة. ومن المؤكد انه عندما تتسلم هذه الجماعة الحكم (لا قدر الله) فستقيم حكومة دكتاتورية مستبدة، لأنها لا تؤمن بالديموقراطية. والدكتاتورية الدينية أبشع النظم الدكتاتورية. فمن يحمي الشعب الكويتي من شرور هذه الجماعة؟ ومن المستغرب أنهم ربما يتمتعون بدعم من الحكومة التي ينادون بالانقلاب عليها والاعتداء على تخصصاتها. فهي أحياناً التي تمكنهم من السيطرة على بعض الوزارات ومؤسسات الدولة لتوظيف كوادرهم والاستفادة من ثرواتها.
د. عبدالمحسن حمادة
D_hamadah@hotmail.com