• أصبح حزب الله في حالة ذهنية تجعله عاجزاً عن إدراك التغيرات.
قال الأسد، الذي يقاتل الشعب السوري منذ أكثر من ثلاث سنوات، إنه يدعو اللبنانيين إلى أن يأتوا برئيس جمهورية في الاستحقاق الرئاسي المقبل ينتمي إلى خط الممانعة. أدلى بهذا الحديث بعد سقوط مدينة يبرود، ثم رأس المعرة، وبلدة فليطا في منطقة القلمون المتاخمة للحدود اللبنانية، وقبلها سقوط بلدة القصير. وبذلك تمكن جيش الأسد وميليشيات حزب الله من إغلاق المعابر مع لبنان في وجه المقاومة السورية. لذلك، احتفل حزب الله بذلك النصر. وظهر الأسد منتشياً وكأنه كسب الحرب وأصبح بإمكانه أن يفرض وصايته على اللبنانيين ويختار لهم الرئيس، كما كان يحدث لما كان الجيش السوري يحتل لبنان. أظهرت هذه الحرب حزب الله على حقيقته. وأثبت الواقع أنه يقاتل شعباً ثائراً على نظام مستبد تنفيذاً لأوامر إيران التي تعتقد أن مساندة بشار خيار استراتيجي للمحافظة على نفوذها الذي امتد إلى العراق وسوريا ولبنان. وأقامت علاقات مع نظام البشير في السودان والنظام الإخواني في غزة لمحاصرة مصر العالقة في مشاكلها لإسقاطها. كما أصبح حزب الله خطراً على لبنان بعد استخدام سلاحه في الداخل. فلم يعد أكثر اللبنانيين يتقبل وجود فصيل مسلح يستخدم السلاح لتعطيل تشكيل الحكومات ليأتي بحكومة تلبي مطالبه. وأصبح هذا الحزب في حالة ذهنية تجعله عاجزا عن إدراك التغيرات التي جعلت أكثرية من الشعب اللبناني تنظر إلى سلاحه بأنه أصبح عبئاً وخطراً على النظام الديموقراطي.
في هذه الأثناء فتح الجيش الحر معركة الساحل وتمكن من السيطرة على كسب البوابة الخلفية للجبل العلوي والتي قد تمكنه من الوصول إلى منفذ بحري في ساحل اللاذقية ليتلقى الامدادات العسكرية.
في الظاهر لم يسفر لقاء القمة السعوديةـ الأميركية في روضة خريم عن تبدل في الموقف الأميركي تجاه القضية السورية. فعلى الرغم من الانتقادات الحادة التي وجهها بعض الساسة الأميركيين تجاه ميوعة سياسة أوباما ضد التصلب الروسي في سوريا، وكيف سمح المجتمع الدولي، الذي كان من المفروض أن تقوده أميركا، لهذا المجرم المتحالف مع إيران وحزب الله وميليشيات عراقية وحماية روسية بأن يرتكب مجازر بشعة ضد الشعب السوري، إن معالجة أوباما السطحية للقضايا الدولية من وجهة نظر بعض الساسة الأميركيين هي التي شجعت بوتين على ان ينفخ في القومية الروسية ويحتل القرم ويتطلع إلى فنزويلا ويريد أن يحل محل أميركا في مناطق نفوذها في الشرق الأوسط. قد تكون هذه الانتقادات غيرت من موقف أوباما في سوريا. وظهرت تسريبات تقول إن أميركا قد تزود المعارضة ببعض الأسلحة النوعية، وقد تكون هذه التسريبات هي التي دفعت الأسد ونصر الله إلى أن يعلنا أن الأسد قد انتصر في الحرب. ولكن الواقع غير ذلك، فالحرب قد تمتد سنوات، وقد تأتي بنتائج مدمرة للشعب السوري وجيرانه. أما الأسد ونصر الله فهما يكرران هذه العبارة منذ اندلاع الثورة.
د. عبدالمحسن حمادة
D_hamadah@hotmail.com