الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
حب العروبة قبل ظهور الإسلام وبعده | رجوع
10/03/2014
حب العروبة قبل ظهور الإسلام وبعده
كتب عبدالمحسن حمادة :
• نرى دولاً كبيرة تريد إغراق المنطقة بالفوضى والفتن والحروب لخلق شرق أوسط جديد.

أقفرت بعد عبد شمس كداء
فكدي فالركن فالبطحاء
فمنى والجمار من عبد شمس
مقفرات فبلدح فحراء
حبذا العيش حين قومي جميع
لم تفرق أمورها الاهواء

الأبيات لابن الرقيات، قالها في قصيدة، يمدح مصعب ابن الزبير. وعلى الرغم من أن ممدوحه يتزعم قتال الأمويين في الحجاز، فإن هذا لم يمنع الشاعر من تذكر الأيام الجميلة، التي عاشتها قريش والقبائل العربية متحابين لم تفرقهم العداوات. ويتحسر وهو يرى المواضع التي اعتاد أن يرى فيها أبناء عبد شمس، وقد هجروها بسبب الصراع الدائر بين أبناء المنطقة، وأصبحت تلك الأماكن موحشة خالية من البهجة. عبد شمس، الذي ينتسب إليه الأمويون، والد أمية أب أبو سفيان (حرب) أبو معاوية. وعبد شمس أيضا أب ربيعة والد عتبة بن ربيعة أب هند زوجة أبي سفيان وأم معاوية. وقتل حمزة (رضه) عتبة في غزوة بدر، وانتقمت هند من حمزة في غزوة أحد لقتله أباها. وعبد شمس هو الشقيق التوأم لهاشم أبو عبد المطلب جد النبي (ص)، وولد التوأمان متلاصقين وفصل بينهما بالسيف، وتشاءم البعض لما سال الدم بين الرضيعين.
ونظرا لقوة القرابة بين بني هاشم وعبد شمس، نرى العباس (رضه) عم النبي (ص) يخرج من صفوف المسلمين ليلة فتح مكة راكبا بغلة النبي متجها إلى مكة. ليلتقي بأبي سفيان ليقنعه بضرورة مقابلة النبي والاتفاق معه حماية لمكة من دمار الحرب وحقنا للدماء. وهكذا تم فتح مكة سلما بفضل حسن سياسة العباس وحكمته، فهيأ الأجواء لذلك السلم. وبفضل سماحة الإسلام والقيادة الحكيمة للنبي الذي كان يفضل السلم على الحرب. أما المشاعر الجميلة التي أبداها الشاعر في مقدمة القصيدة قبل أن ينتقل للمدح فتدل على وعي الشاعر بخطورة الفتن والصراع الدائر في المنطقة على مستقبل الدين والثقافة والوجود العربي والإسلامي. ويؤكد بعض المؤرخين والباحثين عن وجود تأثير واضح لبعض الشعوبيين الحاقدين على العروبة والإسلام. فقد كانوا أحد الأسباب القوية في إثارة ذلك الصراع.
واليوم ما أشبه الليلة بالبارحة نرى دولا كبرى تريد إغراق المنطقة بالفوضى والفتن والحروب لخلق شرق أوسط جديد. شرق أوسط ضعيف ممزق تشكله أميركا والصهيونية العالمية لخدمة مصالحهما في المنطقة. واتخذت الدول الكبرى الجماعات الدينية الإرهابية بقيادة التنظيم الدولي للإخوان أداة لتنفيذ هذا المخطط. لذلك نجد هذه الجماعات الإرهابية منتشرة في سوريا والعراق ومصر وليبيا وتونس مدججة بالسلاح والمال والعتاد. فأميركا أول من يمد هذه الجماعات بالمال والسلاح لتحارب في عدة جبهات. ويفسر لنا هذا سبب غضبة أميركا على الشعب المصري وجيشه الباسل، الذي أسقط حكم عميلهم، ولم يمكنهم من تنفيذ خطتهم. ونشرت مجلة نيويورك منذ يومين خطة لتمزيق المنطقة إلى دويلات. سوريا 3 دول والعراق 3 دول ومصر والسعودية. لهذا نرى السعودية والإمارات والبحرين أكثر دول الخليج وعيا بخطورة الإخوان على المنطقة. لذلك بادروا الى مقاطعة الدولة الخليجية، التي تحتضن تلك الجماعة وتساندها بالمال والإعلام.
إن الأمة تواجه حربا خطرة فلا يجوز مجاملة أي دولة تساند عدو الامة.


د. عبدالمحسن حمادة
D_hamadah@hotlail.com



3/10/2014
 
 
 
 
الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
تصميم و برمجة
q8portals.com