التواطؤ مع العدو الإسرائيلي لا يزيدكم إلا ضعفا | رجوع
{مثل الذين اتخذوا من دون الله اولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا، وان اوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون}،هناك تشابه واضح بين بيت العنكبوت الضعيف الواهن الذي لا يوفر لها الحماية اذا التجأت اليه لشدة ضعفه، وما تقوم به بعض الانظمة العربية من تواطؤ وتعاون مع العدو الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني الذي يذبح في غزة، ظنا منها ان ما تقدمه من خدمات لهذا العدو سيقوي حكمها. كم كانت واهمة في اعتقادها انها تستمد عزتها وقوتها من اعداء الامة فتتحالف معهم ضد شعوبها، مهددة بذلك التحالف امن المنطقة. ألم تقرأ هذه الانظمة التاريخ وتستفد من تجاربه؟ ان التاريخ يؤكد ان اميركا لم تستطع ان تحمي عملاءها من غضب الشعوب، لقد تخلت عنهم في سايغون والفلبين وطهران ودول اميركا اللاتينية وباكستان وستجبر على ان تتخلى عنهم في منطقتنا. ولقد اثبتت هذه الانظمة ان ما قامت به من اعمال في تعاونها مع العدو الصهيوني الاميركي ومساعدته في حروبه لتحقيق مشاريعه الرامية إلى السيطرة على منطقتنا ونهب ثرواتها، انها ليست جديرة في حكم هذه المنطقة صاحبة البعد التاريخي والحضارة العظيمة.
لم تستفد هذه الانظمة من موقفها الفاشل عندما ساندت العدوان الاسرائيلي على لبنان 2006، ظانة ان الجيش الاسرائيلي سيسحق المقاومة اللبنانية في ساعات معدودة، لذلك لم تتردد من اعلان موقفها المساند للعدوان والبعيد عن مشاعر الامة، ولما اتت نتائج الحرب عكس توقعاتها وما تتمناه شاركت في المشروع الاميركي الذي يحرض طرفا على آخر في لبنان ويسعى لاشعال الفتنة بين الطوائف اللبنانية. ظنا منها انها بهذه المواقف المشبوهة ستتمكن من اضعاف المقاومة اللبنانية وتلحق بها الهزيمة التي عجز عنها الجيش الاسرائيلي. وكانت المقاومة اللبنانية واعية بما يحاك ضدها وكانت اقوى من تلك المؤامرات. لذلك تمكنت من القضاء على تلك الدسائس الخبيثة وخرجت منتصرة. واليوم تقف الانظمة ذاتها تساند العدوان الاسرائيلي الوحشي ضد الشعب الفلسطيني، انها تعرقل عقد قمة عربية طارئة لمساعدة الشعب الفلسطيني لتعطي اسرائيل فرصة لتسرف في القتل والابادة حتى يركع الشعب الفلسطيني ويستسلم للارادة الاسرائيلية. لم تحركهم شلالات الدم التي تسيل من الشعب الفلسطيني ولا مناظر اطفال غزة الذين يهيمون مع امهاتهم وقد ملأ الرعب قلوبهم، باحثين عن ملجأ يحميهم من القصف الهمجي البربري الذي لا يميز بين اهداف مدنية وغير مدنية وتشجعه الادارة الاميركية على الامعان في القتل والبطش وتمده بأسلحة الدمار وتوفر له الحماية من الادانة الدولية لم تحرك تلك الجرائم تلك الانظمة لمناصرة الشعب الفلسطيني المظلوم وقطع العلاقات مع العدو الاسرائيلي. فما زالت سفاراته قائمة في عواصمهم يحميها جنودهم من شعوبهم الغاضبة.
ان الجريمة التي ارتكبها الشعب الفلسطيني لتشن عليه هذه الحرب الوحشية، انه صوت في اطار انتخابات نزيهة وعادلة لمصلحة حركة حماس، لانها التزمت بعدم الاعتراف بالعدو الصهيوني وعدم التخلي عن سلاح المقاومة حتى يسترجع الشعب الفلسطيني حقوقه. صوت لمصلحة حماس بعد ان تأكد له فشل سياسة المفاوضات. فمنذ ان تم توقيع اتفاق اوسلو 1993 والشعب الفلسطيني لم يحصل على شيء من اسرائيل بل ازدادت جرائم اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني. فقد تمت سرقة المزيد من الاراضي الفلسطينية واقامة المستوطنات فوقها واقامة مزيد من الحواجز بين مدن الضفة لتقطيع اوصالها، وتم قتل واعتقال مزيد من ابناء الشعب الفلسطيني. لهذه الاسباب اختار الشعب الفلسطيني حماس ومنذ اختيارها والسلطة في رام الله تنسق مع اسرائيل واميركا ودول الاعتدال للاطاحة بها وارجاع الحكومة المرضي عنها اميركيا واسرائيليا والتي تستطيع تسويق مشروع التسوية الذي يخدم اهداف اسرائيل في المنطقة.
الا اننا نأمل ان يؤدي صمود المقاومة البطولي والخارق الى افشال تلك المخططات الاجرامية وتتمكن المقاومة الصادقة من قيادة الشعب الفلسطيني في محنته. فالشعب الفلسطيني بحاجة الى قيادة قوية مخلصة تقوده لتحقيق اهدافه. لا قيادة تتآمر مع ألد اعدائه اميركا واسرائيل. لقد قال رئيس السلطة والمعركة في اشدها، {ان المقاومة التي تدمر شعبها لا نريدها}، وقال عن العمليات الاستشهادية انها حقيرة. فمن الذي يدمر الشعب الفلسطيني المقاومة ام اصدقاؤك في واشنطن وتل ابيب؟ لا شك ان مثل هذا الشخص لا يستحق ان يقود الشعب الفلسطيني المناضل.
1/20/2009
|