• فكر الإخوان المسلمين يقوم على السمع والطاعة والايمان بمصلحة الجماعة، وتمكينها من استاذية العالم، فهل يبدون مصلحة مصر على مصلحة الجماعة؟!
سيظل فكر الإخوان ثابتاً، فالفكر الذي أسسه البنا هو الذي تتربى عليه الجماعة هذه الأيام، ويصبح جزءاً من تكوينهم النفسي والعقلي. فهم يتربون على السمع والطاعة والإيمان بمصلحة الجماعة وتمكينها من استاذية العالم. ويؤمنون بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة، فلا مانع لديهم من استخدام التقية والكذب لتحقيق الهدف الاسمى، وهو قيام دولة الخلافة على منهاج النبوة ثم هداية العالم إلى الإسلام. هذا ما أكده بديع مرشد الإخوان في موعظته أن دعوتهم تنتهي بالخلافة الإسلامية وإما النصر أو الشهادة، مستشهدا بإحدى رسائل البنا. (الفجر 2013/2/22). وقدموا أنفسهم قبل الانتخابات بأنهم سجناء رأي وضحايا معارضة لنظام مستبد، وليسوا أصحاب جرائم جنائية ولديهم مشروع نهضوي. انخدع الشعب بتلك الأضاليل، ولكن سرعان ما اتضح بعد استيلائهم على السلطة أنه لا تهمهم مصلحة الدولة، فقد يضحون بها من أجل مصلحة الجماعة والعشيرة والقبيلة التي تردد في الخطب.
بعد استيلائهم على الحكم اتضح للشعب المصري من خلال حبهم للسلطة والسيطرة خطورتهم على الأمن القومي المصري، وبدأوا يستذكرون تاريخهم. وأثبتت المراجعة أن هذه الجماعة تأسست برعاية المخابرات الإنكليزية ودربوا شبابهم على العنف تحت شعار «الجوالة»، وسافر شبابهم إلى فلسطين قبل إعلان الحرب، وتدربوا على حرب العصابات. عادوا إلى مصر بعد أن اكتسبوا خبرة في فنون الحرب. وبدأوا يمارسون العنف كوسيلة لقلب نظام الحكم. وأدينوا بقتل المستشار أحمد الخازندار والنقراشي وأحمد ماهر، وتفجير منزل النحاس، وتفجيرات في الاسكندرية والقاهرة، واستمر عنفهم في العصر الجمهوري. وتمخض عن فكرهم الجماعات التكفيرية والجهادية التي مازالت تمارس الإرهاب. لذلك قررت الدولة تدريس مقرر في أكاديمية الشرطة يتناول تاريخ هذه الجماعة وما ارتكبته من جرائم، ليدرك رجال الأمن خطورتها. وحذف المقرر بعد استيلاء الإخوان على الحكم.
إخوان اليوم لا يختلفون عن إخوان الأمس، تربوا تربية واحدة جعلتهم يسلكون سلوكاً غريزياً لتحقيق أهدافهم، مبتعدين عن الأسلوب العلمي الذي يبعد الأهداف الضارة بالدولة. تتلخص أهدافهم في السيطرة على الدولة بكاملها واتخاذها وسيلة لقيام دولة الخلافة مهما كلف الثمن، نجم عن سياساتهم ظهور انقسامات خطرة في صفوف الشعب وانحدار أمني واقتصادي وأخلاقي. يتآمرون على السلطة القضائية والمؤسسة العسكرية والأمنية، كما بنوا مشروع قانون اقليم قناة السويس، واعتبره بعض الخبراء بأنه قانون كارثي. سيرفع سلطة الدولة عن الإقليم، وقد يؤدي إلى خلق بيئة تتغلغل فيها أجهزة المخابرات الأجنبية وشبكات التجسس، أفرج عن الإرهابيين الذين انضموا إلى التكفيريين في سيناء. وأفرج عن الزمر المتهم بقتل السادات، وأصبح من المقربين للرئاسة وأجلسه في احتفالات اكتوبر بالمنصة التي قتل فيها السادات. وأفرج عن قاتل الكاتب فرج فودة. ويتضح تآمرهم على الثقافة من خلال طلبهم من مدير الكتب المصرية تسليم الوثائق المصرية خلال الــ80 عاما الماضية، بما فيها ما يتعلق بقضايا الاخوان. ولرفض اخراجها أنهى وزير الثقافة الإخواني انتدابه مع اربعة من مساعديه. وبينت الكاتبة سكينة فؤاد ان دار الوثائق التابعة لوزارة الثقافة في خطر، وان الاخوان يحاولون سرقة خرائط ووثائق في غاية الخطورة، فهم يحاولون سرقة التاريخ المصري وثقافته. محمد سلماوي (المصري اليوم 2013/6/12).
لذلك نرى الشعب المصري ينادي بالتجمع في 6/30 المقبل في ميادين مصر للقضاء على حكم هذه الجماعة، وإنقاذ مصر وشعبها من شرورها. وتنادى الإخوان للدفاع عن حكمهم، وقال الزمر انه سيدافع عن حكم مرسي بكل الوسائل. وأسست المستشارة تهاني الجبالي تكتلاً للدفاع عن الجمهورية المصرية، لأن الإخوان شكلوا نموذجاً سيئاً للحكم يهدد أمن الدولة ومؤسساتها، فمصر اليوم تمر بمرحلة سيئة لم تشهدها طوال تاريخها.
د. عبدالمحسن حمادة
D_hamadah@hotmail.com