الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
سقوط قناع «حزب الله» | رجوع
سقوط قناع «حزب الله»
كتب عبدالمحسن حمادة :
• لم يستطع «حزب الله» التستر على قتاله داخل سوريا، فقد أسقط القناع.. لكن أملنا رغم ذلك في أن تخرج الثورة منتصرة ظافرة.

تقاتل قوات من «حزب الله» الشعب السوري الثائر منذ أكثر من عامين ضد نظام دكتاتوري، استولى على الحكم قبل 40 عاماً بطريقة انقلابية. وفرض من بعده ابنه الذي لا يملك رصيداً سياسياً ولا عسكرياً على الشعب بطريقة تعسُّفية. ورث بشار عن والده جميع وسائل التعسّف وطورها، لتصبح اشد قمعا ودهاء. عزل الشعب عن السياسة وسلبه حريته وكرامته. أوكل للاجهزة الامنية والمخابرات تزوير الانتخابات البرلمانية والنقابية واختيار الشخصيات التي تهلل للزعيم الأوحد. ثار الشعب ضد هذا النظام القمعي وأراد ان يعيش كما يعيش معظم شعوب العالم، في ظل مجتمع ديموقراطي، يحترم حقوق المواطن في وطنه، ويمكنه من اختيار الحاكم ومحاسبته. أنكر نظام الأسد الأسباب الحقيقية للثورة ووصف المحتجين السلميين بأنهم مجموعة من الارهابيين يريدون تقويض دولة المقاومة، خدمة لأجندات أميركية وصهيونية. وقابل الثورة السلمية بقمع وحشي، قتل اكثر من 80 ألف شهيد، وشرَّد الآلاف ودمّر مدناً.
ظل نصر الله واركان حزبه يمتدحون النظام القاتل. وكان يتنبأ بخروج نظام الأسد منتصراً في القريب العاجل، وسيهزم العملاء. ولكنه كان ينفي ارسال مقاتلين ليحاربوا مع نظام الأسد. بينما كانت المعارضة السورية تقدم البراهين على وجود مقاتلين من «حزب الله» وايران يقاتلون الثورة السورية. خاصة بعد ان بدأ النظام يخسر جزءا كبيرا من الأرض. ولكن قبل اسبوعين اقتحمت ميليشياته الاراضي السورية لتقاتل الشعب الثائر ضد المستبد. وبرر نصر الله ما ارتكبه في حق الشعب السوري واللبناني بأنه يعمل من اجل فلسطين. ويعلم نصر الله انه لا يوجد عربي ولا مسلم من السنة او الشيعة الذين لا يؤمنون بولاية الفقيه يصدقون ذلك. بل إن المخدوعين منهم اكتشفوا حقيقته، وانه يعمل لمصلحة المشروع الايراني الذي يحلم بإحياء امجاد الامبراطورية الفارسية.
إن احتلال «حزب الله» لأراضٍ سورية وما يرتكب من الجرائم ضد الشعب أسقطا القناع عن وجه نصر الله وحزبه. وكشف حقيقته، وانه منذ ولادته كان مشروعا ايرانيا أسسته القيادة الايرانية، وأنفقت عليه المليارات، لتحقيق اطماعها في احتلال المنطقة. وكان يتستر بشعار تحرير فلسطين، ليخدع الجماهير العربية، التي يسهل خداعها تحت شعارات زائفة. دخل «حزب الله» المعركة، تنفيذا لأوامر إيرانية، حماية لنظام الأسد الذي أوشك على الانهيار. وسقوطه يعني سقوط المشروع الايراني في المنطقة. لذلك، ظهر الأسد البارحة في مقابلة مع قناة المنار هادئاً سعيداً بالانتصارات التي حققها على المقاومة بفضل تحالفه مع «حزب الله» وايران والدعم الروسي. وتراجع الموقف الاميركي الرافض لبقائه والرضوخ للشروط الروسية - الايرانية ببقاء بشار حتى انتهاء ولايته ومشاركته في الانتخابات المقبلة، ووضعها «فيتو» على تسليح المعارضة السورية. وعلق دبلوماسي فرنسي على التراجع الاميركي بقوله «ليس غريباً على الاميركان ان يبيعونا، انهم معتادون على ذلك». كما ظهرت المعارضة في اسطنبول مشرذمة عاجزة عن الالتحام.
ولكن على الرغم من هذه الظروف السيئة المحبطة التي تحيط بالثورة السورية، فإننا نأمل في ألا تحبط تلك الظروف عزيمة الثوار، وألا يتراجعوا عن الدفاع عن حقوقهم المشروعة، لتخرج الثورة منتصرة على هذا التحالف الشرير. لقد عودتنا سوريا عبر تاريخها المجيد انها لا ترضى بالاحتلال الاجنبي لأراضيها، ولا تدع المحتل يهنأ على ارضها، بل انها دائما تكون مقبرة للغزاة. ونتمنى ان تكون مقبرة للغزو المعلن والمتستر، لتتخلّص المنطقة من هذا التحالف الشرير.


د. عبد المحسن حمادة
D_hamadah@hotmail.com



6/6/2013
 
 
 
 
الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
تصميم و برمجة
q8portals.com