واضح غليان الشارع العربي، وكيف يستغل تيار الإسلام السياسي هذا الغليان، ليركب الموجة من أجل تحقيق أهدافه ومشاريعه السلطوية.
نتمنى على كل مواطن يحب الكويت وشعبها ألا يجامل تلك الفئة التي تطلق على نفسها «الحراك الشبابي» أو حراك المعارضة.
والذين يتفاخرون بكل غباء سياسي بأنهم سيتمكنون من خلال حراكهم المشؤوم الى جر الكويت ودول الخليج إلى مستنقع الربيع العربي، متعامين عما لحق بتلك الدول من دمار نتيجة للسياسات المدمرة، التي اتبعتها جماعة الاسلام السياسي التي استولت على مقاليد الحكم في تلك الدول، لم يكن لدى تلك الجماعات اي مشروع لتطوير الدولة، واسعاد الانسان، بل كان جل همهم التمكين والاستئثار بكل المناصب الادارية والسياسية للهيمنة على مفاصل الدولة، واقصاء المعارضة واتباع مختلف الاجراءات القمعية واستخدام ميليشياتهم الامنية لمحاربة استقلال القضاء والاعلام المعارض، وسيتبعون مختلف الوسائل ليبقوا سادة المجتمع. ففرضوا دستورهم الخاص، وعينوا نائباً عاماً ربما يكيف القضايا وفق اهوائهم، ويعدون لمذبحة القضاء وتفكيك الجيش والاجهزة الامنية وبناء حرس ثوري من ميليشياتهم.
إن جماعة الاسلام السياسي هم من يقودون حراك المعارضة في الكويت ودول الخليج العربي، وقد يغطون حراكهم بغطاء قبلي ليستدرجوا الكثير من شباب القبائل ليستفيدوا من حماستهم وكثرتهم لتحقيق اهدافهم، لن يهتم هذا التيار بمعرفة اسباب تردي الاوضاع في دول الربيع العربي، ولن يسعى لتجنيب الكويت ودول الخليج تلك المصائب، لانهم لا يؤمنون بالوطنية بل تربوا على قيام دولة الخلافة، وأقسموا على تحقيق هذا الهدف، فهم ينظرون الى هذه الدول على انها ولايات في دولة الخلافة وشعوبها مجرد رعايا في دولة الخلافة، انهم يطالبون الشعوب بان تصبر على جرائمهم في حق الانسان والدولة، حتى تتحقق أوهامهم التي لن تتحقق ابدا، لأنها مجرد خرافة وعكس التاريخ.
لقد توهم انصار تيار الاسلام السياسي، انه بنزولهم إلى الشارع وتهييج الناس ستنقاد الجماهير لمطالبهم، لذلك التحق معظمهم بمؤسسات التغيير الخاضعة للتنظيم الدولي للاخوان، التي اعدت لتدريبهم على الكذب وخداع الجماهير، وتدريبهم على استخدام الاساليب التي تمكنهم من تهييج الشعوب ضد الانظمة والثورة عليها، فهذا احد مشايخهم يشبه الخروج الى ساحة الارادة بالمرابطة، والجهاد في سبيل الله، ويقول آخر: «ان شباب الكويت لن يكونوا أقل شجاعة من الشباب العربي الذين سالت دماؤهم من اجل التغيير». فهم يتمنون إسالة الدماء لتقع الدولة في الفوضى، فأحلام دولة المرشد والتنظيم الدولي للسيطرة على ثروات الكويت ودول الخليج لن تتحقق الا بجرها الى الفوضى.
لقد تمكنت دولة الامارات والسعودية من تحجيم دور هذا التيار بعد ان تبين لهما تآمره على امن الدولة، اما الساحة السياسية الكويتية، فما زالت مفتوحة امام هذا الخطر، ليتلاعب بها كيف يشاء، فلا تمر مناسبة الا ويتصدر انصار هذا التيار المشهد لجر الدولة الى الفتنة، فلما حجزت المحكمة الدستورية حكمها بخصوص الطعون والدوائر الانتخابية ردد بعض انصار هذا التيار اقوالا بكل غطرسة، محاولين الضغط على المحكمة لاصدار حكم يؤيد مواقفهم الداعية لالغاء مرسوم الصوت الواحد، يقول احدهم ان 6/16 المقبل موعد صدور الحكم سيكون يوما مفصليا، لاننا كشعب ننتظره، فإما ان نكون مصدر السلطات جميعا، او نترحم على نصوص الدستور، انه يزعم انه يتكلم باسم الشعب، وليعلم ان غالبية الشعب تكره التيار الذي ينتمي اليه، ويطلب آخر من القضاء «ان يقدر مقاطعة الشعب لمرسوم الضرورة، وان التاريخ سيسجل لكم او عليكم، علما بأن نسبة المشاركة في الانتخابات الاخيرة، لا تقل عن الانتخابات السابقة»، كما استغلوا مناسبة الحكم بالسجن على النائب السابق مسلم البراك، وتصدروا المشهد لجر الدولة للفتنة، وحسنا ما فعله الشيخ ابن جامع في انسحابه من المشهد، واحترامه لحكم القضاء، لتجنيب الكويت الفتنة.
د. عبدالمحسن حمادة
D_hamadah