• دعوة الرئيس المصري محمد مرسي للانتخابات في ابريل والحوار الوطني كشفت استخفاف الاخوان المسلمين بمشاعر الآخرين وخطتهم للتحكم أكثر في مفاصل الدولة.
توافد آلاف المصريين في جمعة 2/22 على ميدان التحرير وغيره من مدن مصر لحضور فعاليات محاكمة النظام ومناهضة أخونة الدولة. رفعت الجماهير لافتات تنادي بسقوط دولة الإخوان ومحاكمة الرئيس على الجرائم التي ارتكبها وسقوط دولة المرشد. وتصاعدت موجة الغضب عند قصر الاتحادية، وهتف المتظاهرون الذين تجمعوا في محيط القصر بسقوط حكم الإخوان ولا لأخونة الجيش، مطالبين بنزول الجيش وانقاذ مصر. وقرر المحتجون في شبرا الاعتصام تمهيدا لإعلان العصيان المدني، واشتبك معهم مسلحون على دراجات بخارية. واستمر العصيان المدني في بور سعيد وامتد إلى مدن القناة. وتوجهت مسيرات الإسكندرية إلى المنطقة العسكرية مطالبين بنزول الجيش وإجبار مرسي على التنحي، وامتدت الاحتجاجات إلى مدن الغربية والبحيرة في المحلة وكفر الشيخ والمنصورة.
وفي هذا الجو المشحون بالغضب والانقسام أصدر الرئيس مرسي قرارا بإجراء انتخابات مجلس النواب في إبريل المقبل اعتقادا منه أن هذا الموعد سيصب في مصلحة الإخوان المسلمين، لمواصلة مشروعهم الرامي الى الإمساك بمفاصل الدولة واخونتها. ومن أدلة أخونة الدولة.
وهكذا بعد أن أوهم الرئيس مرسي وجماعته وعشيرته قيادات القوى الوطنية بعد لقاءاته معها. فاعتدى على المحكمة الدستورية التي أدى اليمين الدستورية أمامها، وأصدر إعلانا دستوريا ليجسد به حكم الاستبداد بأبشع صوره محصنا قراراته من أن تصل إليها أحكام القضاء. وهدد مؤسسة القضاء فعين نائبا خاصا للإخوان وأرسل الميليشيات لمحاصرة المحكمة الدستورية.
بعد هذا كله يدعو الرئيس الشعب للانتخابات والحوار الوطني، لا شك أن تلك الدعوة كشفت حقيقة الإخوان وطبيعتهم الاستبدادية واستخفافهم بمشاعر الآخرين وعشقهم للسيطرة على الدولة. وبكل تأكيد إذا تمكن الإخوان من تحقيق أهدافهم في الاستحواذ على الدولة المصرية والتحكم في مفاصلها وخاصة مؤسسة القضاء والمؤسسة الأمنية والعسكرية والإعلامية فسيقيمون نظاما شموليا مشابها ربما للنازية والبلشفية والخمينية. لذلك دعا كثير من الحركات والقوى والشخصيات المصرية إلى مليونية لدعم الجيش.
د. عبدالمحسن حمادة
D_hamadah@hotml.com