الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
غضب الإخوان على الشيخ الجامي | رجوع

غضب الإخوان على الشيخ الجامي
كتب عبدالمحسن حمادة :
غضب الاخوان المسلمين على الشيخ محمد امان بن علي جامي بسبب تجريمه التظاهرات والشغب.. فنحن امام جماعة مزدوجة المعايير ومتناقضة المواقف حسب مصالحها.
بعد اطلاعي على البيان التحذيري الذي وقعته مجموعة من علماء الإخوان للتنفير والتحذير من الأفكار التي تتبناها الجامية. وقالوا عن أتباع الجامية انهم خارجون على هدي كتاب الله وسنة نبيه. دفعني الفضول للبحث عن فكر هذه الجماعة لمعرفة أسباب كراهية الإخوان لهم. وللوهلة الأولى تبادر إلى ذهني أن الجامية قد تكون إحدى الفرق الدينية الضالة التي أدخلت على الدين بعض البدع والانحرافات، لذلك يحذر الإخوان من ذلك الفكر على اعتبار أنهم (الإخوان) جماعة تتظاهر أنها تهتم بالدين وتدافع عنه. ومن خلال قراءاتي في المؤلفات التي اهتمت بشرح عقائد الفرق الإسلامية مثل «الملل والنحل» و«الباطنية» و«مروج الذهب» لم أعثر على فرقة بهذا الاسم، فالجامية فرقة لا وجود لها في تلك الكتب.
ولكن بعد البحث في صفحات الانترنت وجدت أن الجامية نسبة إلى الشيخ محمد أمان بن علي جامي عاش 1349 – 1416 هـ، أي توفي قبل 8 سنوات. ولد في الحبشة، حفظ القرآن في صباه ودرس الفقه على المذهب الشافعي ودرس اللغة العربية، ثم رحل إلى السعودية طلبا للعلم، وتتلمذ على يد كبار علمائها أمثال الشيخ عبد العزيز بن باز ومحمد ابراهيم آل الشيخ الذين أحبوه ووثقوا به لدينه وخلقه وذكائه وحبه للعلم. لذلك بعد حصوله على الدكتوراه رشحوه للتدريس في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة التي تهتم بنشر العقيدة السلفية. وترك بعض المؤلفات.
من خلال قراءتي لسيرة الشيخ الجامي لم أجد فرقة تسمى بالجامية ولم أجد مبررا دينيا ولا أخلاقيا لطعن الإخوان بعالم ميت أثنى كبار العلماء على خلقه وعلمه ودينه. السبب لطعن الإخوان بهذا العالم لأنه يجرم الخروج على الحاكم والخروج بالتظاهرات والمسيرات ضد نظام الحكم، ويرى أنها دعوة للفتنة. ويعتقد أن الديموقراطية ليست من الإسلام ويفضل الشورى. هذه آراء سياسية تبناها الجامي وأتباعه كما تبناها غيرهم من علماء السلف قديما وحديثا. واختلف معهم كثير من العلماء قديما وحديثا. هذه مسألة اجتهادية يجوز فيها الاختلاف. ولن نستطيع أن نرى مبررا لدى الإخوان يجيز لهم الطعن في هذه الجماعة ووصفها بأنها خارجة على هدي كتاب الله وسنة نبيه.
إذن قد يكون السبب لهجوم الإخوان على الجامي لتحريمه التظاهرات والشغب. فهم يتمنون إراقة الدماء ودخول الدولة في الفوضى لتحقيق أطماعهم. هذا هو سلوك الإخوان في الكويت ودول الخليج يؤيدون التظاهرات ويلتحقون بأكاديمية التغيير ليتدربوا على قلب نظام الحكم. أما إذا وصلوا إلى الحكم كما هي الحال في مصر وتونس فهم ضد التظاهر ويصفون المتظاهرين بالبلطجية ويستبيحون دماءهم. وصدموا بمؤسسة القضاء وهدموا دولة القانون وكرهوا استقلال القضاء وأرادوا قضاء تابعا لأهوائهم. وفرضوا دستورا يخدم مصالحهم ويساهم في أخونة الدولة. فنحن أمام جماعة مزدوجة المعايير فاقدة المصداقية تؤمن بأن الغاية تبرر الوسيلة. فكيف نحمي المجتمع من شرورها؟


د. عبد المحسن حمادة


2/18/2013
 
 
 
 
الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
تصميم و برمجة
q8portals.com