الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
مؤتمر 1972خطوة عملية لتطوير نظامنا التربوي | رجوع
مؤتمر 1972خطوة عملية لتطوير نظامنا التربوي
كتب عبدالمحسن حمادة :
يعد مؤتمر المناهج، الذي عقد 1972، من أهم العوامل التي ساهمت في تطوير نظامنا التربوي ونقلته نقلة نوعية في مجال الإصلاح. ومن عوامل نجاح ذلك المؤتمر أن القائمين عليه كانت لديهم معرفة واسعة بمشاكل التعليم، ونية صادقة في الإصلاح، وثقة كبيرة في القدرة على الإصلاح. وانهم نظروا إلى العملية التربوية على أساس أنها مسؤولية وطنية تضامنية لا تخص فئة دون أخرى، لذا، يجب أن تساهم فيه جميع فئات المجتمع. فشارك في فعاليات ذلك المؤتمر أعضاء من مجلس الأمة ووزراء ومجلس التخطيط وغرفة التجارة وجامعة الكويت و12 جمعية من جمعيات النفع العام.
لقد كان التخطيط لذلك المؤتمر متميزا، حيث حددت المشكلات التي تعاني منها المؤسسة التعليمية بعناية. ومن أهمها عدم وجود أهداف محددة لنظامنا التربوي، استيراد الكتب الدراسية من الخارج، مشاكل التعليم الفني والثانوي وإعداد المعلم. وجاءت توصيات المؤتمر عملية يمكن تنفيذها، وشكلت لجنة لمتابعة تنفيذ التوصيات. ومن نتائج المؤتمر إنشاء مركز البحوث التربوية 1974 ليشرف على عملية تأليف الكتب الدراسية ويقود تطوير العملية التربوية بشكل علمي. كما تم إنشاء مركز المعلومات الآلي 1975 ليمد الوزارة بالمعلومات الحديثة في مجال التعليم ليساعد القيادة التربوية في اتخاذ القرارات الصائبة في عملية التطوير. وصدرت وثيقة الأهداف العامة للتربية الكويتية 1976. وتمت تصفية التعليم الفني على مستوى التعليم عام 1975 وأصبح إعداد الفنيين يتم ضمن التعليم العالي. وفي 1978 تم افتتاح مدرسة المقررات بقصد تطوير التعليم الثانوي بعد دراسة وإعداد استغرقا عامين.
يعد ذلك المؤتمر نموذجا راقيا في عملية الإصلاح، حيث حدد المسؤولون عن التعليم مشاكل التعليم بوضوح وأشركوا كل فئات المجتمع في فعالياته وحرصوا على تنفيذ توصياته. ما أحوجنا إلى مثل هذا المؤتمر لمعالجة مشاكل الدولة، فالدولة تواجه أزمات وتحديات خطيرة ومزمنة أدت إلى تخلفنا عن مجتمعات كنا متقدمين عليها. بكل تأكيد نحن لسنا بحاجة إلى مؤتمرات أو تشكيل لجان تمدنا بدراسات نظرية فلدينا منها الكثير. إنما نحن بحاجة إلى لجان تملك الكثير من القدرات والمواهب التي تمكنها من دراسة نتائج تلك الدراسات التي أنفقت عليها الدولة الملايين وتحولها إلى واقع ملموس تستفيد منه الدولة بدلا من أن تكون حبيسة في الأدراج.
وفي ضوء هذا كله علينا أن نتساءل عن مدى استفادتنا من استراتيجية التعليم العام في دولة الكويت 2025/2005 begin_of_the_skype_highlighting 2025/2005 end_of_the_skype_highlighting، التي صاغها مجموعة من الخبراء المحليين والإقليميين والدوليين، واعتمدها مجلس الوزراء 2003 ومجلس الأمة على أن يتم اعتمادها من 2025! وأين ذهبت توصيات اللجنة الاستشارية للإصلاح الاقتصادي التي شكلت قبل عامين بمبادرة من صاحب السمو لمعالجة الأزمة الاقتصادية التي كانت تعاني منها الدولة؟ وأين ذهبت نتائج دراسة بلير؟ بل إن بلير نفسه يعترف في دراسته بأن الكويت ليست بحاجة إلى مزيد من الدراسات. فلديها الكثير من الدراسات التي حددت مشاكلها والطرق المثلى لمعالجة تلك المشكلات، ويعترف أيضا أنه استفاد من تلك الدراسات. فهي إذن من وجهة نظره بحاجة إلى اتخاذ القرار الحاسم والمناسب في الوقت المناسب قبل أن تضيع فرصة الإصلاح. نتمنى ألا نتحول إلى مجتمع نظري يجيد صياغة النظريات ويفشل في تطبيقها.

د. عبدالمحسن حمادة
D_hamadah@hotmail.com



2/2/2013
 
 
 
 
الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
تصميم و برمجة
q8portals.com