يثير الإخوان فتنة كبيرة قد تكون أخطر من الغزو الصدامي، حيث فشل الغزو في إيجاد من يتعاون معه. ولكن تآمر الإخوان على دول الخليج للاستيلاء على ثرواتها النفطية والمالية سيجد ترحيبا من اغلب إخوان الكويت. فهم لا يحترمون الدولة القومية وينظرون إلينا على أساس أننا رعايا في دولة الخلافة. ويواجه الإخوان في مصر وتونس مشاكل خطرة من أهمها المشكلات الاقتصادية وعدم رضا قطاعات كبيرة من الشعبين على حكم الإخوان. ويستدل على ذلك بالتظاهرات الاحتجاجية الدامية التي تندلع في الشوارع والميادين ضد إخونة الدولة. لذا بدأوا يتطلعون للاستحواذ على موارد دول الخليج النفطية والمالية وترسانة الأسلحة الضخمة لدعم مشروع الخلافة الأسطوري الذي يحلمون به. فبدأوا يحركون أتباعهم في دول الخليج لتنفيذ هذا المخطط الإجرامي. فتمكنت دولة الإمارات من إجهاض مؤامرتهم والقبض على الرؤوس المدبرة.
أما تحركهم في الكويت فهو مثير للغرابة، فبعد وصول مجموعة منهم إلى مجلس 2012 تحالفوا مع تكتلات أخرى ليشكلوا أغلبية في ذلك المجلس. وأقنعوا تلك الأغلبية بضرورة تغيير مواد الدستور، لفرض مواد تمكنهم من اختيار رئيس الوزراء وتشكيل الحكومة ليتمكنوا من السيطرة على مفاصل الدولة. وبعد إبطال مجلس 2012 شككوا بنزاهة القضاء ونزلوا إلى الشارع وحرضوا الجماهير للنزول إلى الشارع ضد الحكومة، ولم تتجاوب غالبية الشعب معهم.
وما إن علم الإخوان بالرغبة في تعديل قانون الانتخاب، وانحصر التعديل في تقليص عدد الاصوات للناخب من 4 إلى 1 وهو المعمول به في معظم الدول الديموقراطية. حتى تحركوا لفرض إرادتهم على الدولة. ويستدل من مسيرتهم المشبوهة في 10/21 أنهم تلقوا تدريبا على إثارة الفتنة وزعزعة الاستقرار في الخارج. وهناك شريط يتداول يظهر فيه شخص يعترف أنه درب شبابا من السعودية والكويت على كيفية تهييج الجماهير وتحريضهم على الخروج على النظام. إذا كان هذا صحيحا فهذا يعني أن إخوان الكويت بدأوا يلعبون على المكشوف، يخططون بوضوح ومن دون مواربة مع أجهزة مخابرات والتنظيم العالمي للإخوان لزعزعة أمن الكويت واستقرارها.
والآن بعد أن تبين الرشد من الغي اتضح أن الإخوان وراء زرع الفتنة وزعزعة الأمن والاستقرار في الكويت ودول الخليج. إنهم قادرون على تطوير أساليبهم وتكتيكاتهم وفق الأوامر التي تأتيهم من الخارج، إنهم يخضعون لتنظيم سري عالمي عابر للقارات لايبالي بحرق الكويت ودول الخليج لتحقيق أطماعه. ولو أمعنا باجتماع بعض مشايخهم بصاحب السمو فلن نجد منهم من أنكر المسيرات والتظاهر، بل منهم من يشبه التظاهر ضد الدولة بالجهاد في سبيل الله. فهذا كذب وافتراء على الدين وليس من الدين في شيء بل هو منهج الإخوان الذي يبيح الفتنة وحرق الدولة. فعلى الشعب أن يتوحد لهزيمة هذا الفكر، وعلى السلطة أن تعلم أن أمن الكويت واستقرارها أمانة في عنقها. فعليها أن تحميه من هذا الفكر.
د. عبدالمحسن حمادة