الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
خلفان وإخوان الكويت | رجوع
11/09/2012
خلفان وإخوان الكويت
كتب عبدالمحسن حمادة :
أبدى الفريق خلفان وجهة نظر في ما يحدث على الساحة الكويتية، منتقداً من يطالب بالنزول إلى الشارع، تخوفاً منه بخطورة هذه الدعوة على أمن الكويت واستقرارها. وأمن الكويت جزء لا يتجزأ من أمن الإمارات ودول الخليج. أغضب رأي الفريق إخوان الكويت، وطالبوا الحكومة بإسكاته، واعتبروا سكوتها عجزاً عن التصدي على من يتطاول على الشعب الكويتي. يعرف الإخوان أن الفريق خلفان يحب الكويت وشعبها، وأنه لا يشتم الشعب الكويتي بل ينتقد سلوكهم. وما قاله عنهم يردده أغلب الشعب الكويتي. ولكن هنا تبرز طبيعة الإخوان التي جبلوا عليها، إنهم لا يتقبلون النقد. ربما لأنهم يخافون أن يفضح الناقد أمرهم قبل اكتمال مخططهم. لذا، يطلبون من حكومة الكويت التي يتآمرون عليها أن تتدخل لإسكات صيحة النذير التي يقودها الفريق خلفان.
ليس من المستغرب أن يقود الإخوان حملة على السلطة في الكويت، تلك السلطة التي احتضنتهم وفضلتهم على سائر القوى الوطنية الأخرى، لأن هذه طبيعتهم، نقض العهود وقطع اليد التي تساعدهم إذا اقتضت مصالحهم ذلك. أعطتهم السلطة مقراً متميزاً ومكنتهم من تكوين فروع لهم في جميع المناطق السكنية لتسهيل لقاءاتهم ولجلب مزيد من الأنصار، مكنتهم من السيطرة على بعض وزارات الدولة ومؤسساتها، كالأوقاف وبيت الزكاة والهيئة الخيرية العالمية ولجنة تطبيق الشريعة، وأصبحت تلك المؤسسات حكراً لهم لتوظيف كوادرهم ولتأسيس الشركات المالية والهندسية والعقارية لخدمة تلك المؤسسات، لتصب أموال تلك الشركات في جيوب تنظيمهم. من هنا، ندرك الثروة المالية الهائلة التي حققها الإخوان بمؤازرة من السلطة التي لم تستمع إلى نصيحة المخلصين من أبناء الكويت، ومن بعض أبناء الأسرة الحاكمة الذين حذروهم من ذلك.
فها هم ينقلبون على السلطة التي قوتهم وسمنتهم، ظناً منهم أنها أصبحت ضعيفة لا تقوى على مواجهتهم، وربما لتنفيذ أوامر التنظيم العالمي للإخوان. فالإخوان معروفون بالسمع والطاعة وتنفيذ أوامر القيادة. فلما سئل مرشد مصر ماذا تقول إذا تعارضت مصلحة مصر مع مصلحة الجماعة؟ أجاب: أقول: طز في مصر. وهذا ما يقوله إخوان الكويت إذا قيل لهم إن الخروج إلى الشارع يهدد أمن الكويت واستقرارها سيقولون: طز في أمن الكويت واستقرارها، المهم تحقيق مصلحة الإخوان. فبدأوا يطالبون بإمارة دستورية وحكومة منتخبة، فأصبحت وزارة الأوقاف والمؤسسات التي مكنتهم السلطة من السيطرة عليها دون مستوى طموحات المرحلة الجديدة، بدأوا يتطلعون إلى أن يشكلوا هم الحكومة لتخضع لهم «المالية» و«الخارجية» ويبتلعوا دولة الكويت بكاملها، كما ابتلع الإخوان مصر وتونس. فها هي القوى الوطنية في مصر تصرخ من سيطرة الإخوان، وحذّرت الجيش من غدرهم، ولم يلتفت قادته إلى تلك التحذيرات. وها هو الرئيس المرزوقي يصرخ في تونس محذراً من محاولات الإخوان السيطرة على مفاصل الدولة.
إن من يطالبون بالنزول إلى الشارع وتهييج الجماهير هي «نهج»، وهم شباب الإخوان. والشباب لا يتحركون إلا بأوامر من القيادة. فأحد مشايخهم يشبه الخروج إلى ساحة الإرادة بالمرابطة والجهاد في سبيل الله، ويقول أحد خطبائهم «إن ساحة الإرادة وميدان التحرير يصنعان التغيير، فالتغيير لن يأتي إلا من ساحة الإرادة والتجربة خير برهان، مدللاً على ذلك بالتجربة المصرية»، ويقول ثالث «شباب الكويت لن يكونوا أقل شجاعة من الشباب العربي الذين سالت دماؤهم لتحقيق التغيير»، ويحاولون تشويه صورة السلطة لتحريض الشعب على كراهيتها، ودفعه للخروج عليها، ولتبرير انقلابهم عليها. والشعب الكويتي يعرف الدور المميز الذي قامت به القيادة الكويتية لتحريك العالم ضد الغزو وتحرير الكويت، بينما كان الإخوان يتظاهرون في مصر والسودان وسائر دول العالم دعماً للغزو الصدامي وضد الشعب الكويتي، بعد أن قبضت قيادتهم الثمن من صدام. فهم مشهورون ببيع المواقف. يقول د. رفعت السعيد في «المصري اليوم» (2012/9/1)، إن حسن البنا كتب مقالاً في «النذير» (4 ذي القعدة 1357)، قال إن ألمانيا وإيطاليا يفكران في اعتناق الإسلام، ليكون داعية لفكرهما، ويعمل على تسويقه وقبض الثمن فوراً.
هذه بعض أدبيات الإخوان، التي يتضح فيها التحريض لنشر الفتنة والقلاقل في بلدنا الحبيب، والشعب يصرخ طالباً من السلطة أن تستيقظ لوقف المخطط الإجرامي.



9/11/2012
 
 
 
 
الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
تصميم و برمجة
q8portals.com