|
|
|
|
|
المشهد السوري المثير للرعب |
المشهد السوري مروع ومخيف، دبابات تحاصر حلب وطائرات حربية تقذف بأسلحتها الفتاكة جميع المنشآت المدنية تهدمها على رؤوس من فيها، مطمئنة أن الثوار لا يملكون أسلحة مضادة للطائرات. وأعلن المجتمع الدولي عن تخوفه من ارتكاب مجازر في حلب، ولكنه عاجز عن وقفها. وبررت روسيا مجازر جيش الأسد، مدعية أنه يريد استعادة المدن التي سقطت في أيدي أعدائه، وأعلنت روسيا بكل صراحة أن سفنها الحربية ستحمل الأسلحة للنظام السوري وسترفع العلم الروسي متحدية الحظر الدولي الذي يمنع نقل السلاح للنظام السوري، ولن يستطيع المجتمع الدولي التعرض للسفن الروسية خشية من اشتعال حرب عالمية. وما يجري على أرض حلب يجري في دمشق وريفها وحمص وحماة ودرعا وإدلب ودير الزور واللاذقية، فجميع المدن والمحافظات السورية في حرب مشتعلة، ولكن يرجع تركيز عصابة الأسد على حلب وتسميتها بأم المعارك، لأنها العاصمة الاقتصادية للبلاد ولقربها من الحدود التركية، وتمكن الجيش الحر بعد مرور أسبوع أن يصد هجوم كتائب الأسد وأن يستولي على أقسام للشرطة المركزية في الشمال والجنوب والوسط، ليتمكنوا من ربط المناطق المحررة بعضها ببعض. وأعلن الجيش الحر أنه يسيطر على %90 من الريف الحلبي وعلى %35 إلى %40 من مدينة حلب، ونفت قيادة الجيش الحر مزاعم النظام باستعادة حي صلاح الدين في حلب، مؤكدة أنهم لم يتقدموا مترا واحدا في حلب. وستكون حلب أم الهزائم بالنسبة إليهم وليست أم المعارك كما يدعون، وتمكنت عناصر من الجيش الحر بعد معركة استمرت أكثر من عشر ساعات من هزيمة جيش الأسد والسيطرة على حاجز حدودي يربط حلب بتركيا. ومن ثم أصبح الجيش الحر يتحكم بطريق رئيسي بين شمال حلب والحدود التركية. ويشكل هذا الطريق محورا استراتيجيا للتزود بالأسلحة والوقود والمواد الغذائية. وفي محاولة بائسة من النظام لتخفيف الخناق الذي بدا يضيق عليه بدأ بفتح أبواب واسعة أمام تصدير حروبه الأهلية وإحراق المنطقة كما توعد، فبدأ يتلاعب بالقضية الكردية فانسحب من بعض المدن والقرى السورية في الحسكة والقامشلي لمصلحة حزب العمال الكردستاني المعادي لتركيا. وتمثل هذه المنطقة بعدا استراتيجيا في المعركة الدائرة على أرض الشام، حيث توفر ممرا بريا يمتد من إيران إلى شمال العراق محاذيا للحدود التركية إلى سوريا سيستقله الحرس الثوري الإيراني لنقل العتاد والأفراد لنصرة عصابة الأسد. وسيمكن حزب العمال الكردستاني من تنفيذ عمليات إرهابية ضد تركيا من تلك المواقع، وقد تضطر تركيا للرد ومن ثم قد تشتعل حرب إقليمية. وهذا ما دفع ضابط كبير في الحرس الثوري الإيراني إلى القول ان جيش الأسد سينتصر وسيسحق المتآمرين الأميركيين والأتراك والعرب المنبوذين. وهذا ماردده المعلم في طهران وهو يقف إلى جانب صالحي وزير الخارجية الإيراني يهدد العرب والشعب السوري من إيران. وفي كلمته التي وجهها في الأول من أغسطس إلى الجيش السوري عبر مجلة الجيش بمناسبة عيده ال67 طالب رئيس العصابة الجيش «بالصمود في معركتنا الحاسمة ضد العدو الذي أصبح بين ظهرانينا». فيصف الشعب السوري بالعدو. قد تستغل أميركا تلك الأوضاع المعقدة لإضعاف روسيا وإيران وتركيا والعرب فتعمل على إطالة الحرب لتوريط روسيا، فكما استغلت الحرب الأفغانية الروسية لتفكيك الاتحاد السوفيتي، فقد تستغل هذه الحرب لإضعاف الاتحاد الروسي، وقد يكون الشعب السوري والدولة هما الضحية فقد تتفكك الدولة وتنهار. على الدول العربية أن تتحمل المسؤولية وتطالب الجيش الحر والمعارضة بالاسراع في تشكيل حكومة انتقالية لإدارة المعركة مع هذه العصابة والإشراف على الأراضي المحررة. د. عبدالمحسن حمادة
| |
وأعلن المجتمع الدولي عن تخوفه من ارتكاب مجازر في حلب، ولكنه عاجز عن وقفها. وبررت روسيا مجازر جيش الأسد، مدعية أنه يريد استعادة المدن التي سقطت في أيدي أعدائه، وأعلنت روسيا بكل صراحة أن سفنها الحربية ستحمل الأسلحة للنظام السوري وسترفع العلم الروسي متحدية الحظر الدولي الذي يمنع نقل السلاح للنظام السوري، ولن يستطيع المجتمع الدولي التعرض للسفن الروسية خشية من اشتعال حرب عالمية.
وما يجري على أرض حلب يجري في دمشق وريفها وحمص وحماة ودرعا وإدلب ودير الزور واللاذقية، فجميع المدن والمحافظات السورية في حرب مشتعلة، ولكن يرجع تركيز عصابة الأسد على حلب وتسميتها بأم المعارك، لأنها العاصمة الاقتصادية للبلاد ولقربها من الحدود التركية، وتمكن الجيش الحر بعد مرور أسبوع أن يصد هجوم كتائب الأسد وأن يستولي على أقسام للشرطة المركزية في الشمال والجنوب والوسط، ليتمكنوا من ربط المناطق المحررة بعضها ببعض. وأعلن الجيش الحر أنه يسيطر على %90 من الريف الحلبي وعلى %35 إلى %40 من مدينة حلب، ونفت قيادة الجيش الحر مزاعم النظام باستعادة حي صلاح الدين في حلب، مؤكدة أنهم لم يتقدموا مترا واحدا في حلب. وستكون حلب أم الهزائم بالنسبة إليهم وليست أم المعارك كما يدعون، وتمكنت عناصر من الجيش الحر بعد معركة استمرت أكثر من عشر ساعات من هزيمة جيش الأسد والسيطرة على حاجز حدودي يربط حلب بتركيا. ومن ثم أصبح الجيش الحر يتحكم بطريق رئيسي بين شمال حلب والحدود التركية. ويشكل هذا الطريق محورا استراتيجيا للتزود بالأسلحة والوقود والمواد الغذائية.
وفي محاولة بائسة من النظام لتخفيف الخناق الذي بدا يضيق عليه بدأ بفتح أبواب واسعة أمام تصدير حروبه الأهلية وإحراق المنطقة كما توعد، فبدأ يتلاعب بالقضية الكردية فانسحب من بعض المدن والقرى السورية في الحسكة والقامشلي لمصلحة حزب العمال الكردستاني الم
8/8/2012