الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
دفاع «حزب الله» المستميت عن سوريا! | رجوع
دفاع «حزب الله» المستميت عن سوريا!
كتب عبدالمحسن حمادة :
لن نعجب من دفاع حسن نصر الله المستميت وقادة حزبه عن النظام السوري. فسبق لهذا الحزب أن تحدى مشاعر الشعب اللبناني الذي عانى بطش ذلك النظام. فلما احتفل اللبنانيون يوم خروجه من لبنان، وقف نصر الله وحزبه يشكر عناصر العصابة على الجرائم التي ارتكبوها داخل الدولة اللبنانية متحديا مشاعر اللبنانيين ومستقويا بسلاحه.
اليوم بعد مرور 11 شهرا على الثورة السورية وبعد أن تجاوز عدد الشهداء الــ 6000، وآلاف الجرحى والمعتقلين والنازحين، وبعد الدمار الذي طال المدن والقرى السورية. وكأنه يرتكب تلك المجازر احتفالا بالذكرى الــ 30 لمذبحة حماة التي ارتكبها والده في فبراير 1982. ما زال الرئيس يرفض الاعتراف بثورة الشعب السوري ضد نظامه، متوهما أنه باستطاعته عن طريق القمع الوحشي والتضليل الإعلامي وحماية «الفيتو» الروسي، والتحالف مع إيران وحزب الله وبعض الطائفيين في العراق، أن يخمد ثورة الشعب الذي لفظه ويفضل الموت على أن تستمر جماعته تلك في حكم سوريا العربية، التي حولتها تلك العائلة إلى وكر وقاعدة لتمكين إيران من الهيمنة على المنطقة.
وبعد هذه الحرب الطويلة الدامية التي يشنها النظام على الشعب السوري، ما زال نصر الله وقادة حزبه يدافعون بحماسة عن نظام قاتل ويشيدون بإصلاحاته. ويتمسك بسلاحه غير الشرعي ويدافع عنه، لأن ذلك السلاح سيجعله وحزبه فوق سلطة الدولة اللبنانية. يبرر دفاعه، مدعيا أن نظام الأسد يعاقب لأنه نظام المقاومة والممانعة الوحيد في المنطقة، الذي رفض الشروط الأميركية - الإسرائيلية ولوقوفه إلى جانب الثورة الخمينية ضد صدام حسين. واتهم شركاءه في الوطن «14 آذار» بالعمالة لأميركا وإسرائيل وبتهريب السلاح داخل سوريا لإسقاط نظام المقاومة والممانعة. ويتنبأ بخروج النظام القاتل منتصرا في القريب العاجل. ردد هذا في خطاباته المتتالية منذ انطلاق الثورة السورية المباركة في مارس 2011 حتى خطابه الأخير في 2012/2/16 الذي ألقاه في مهرجان الوفاء للقادة والشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت في ذكرى استشهاد عماد مغنية.
يردد نصر الله تلك الخطابات في الحشود من أنصاره الذين يستمعون إليه عبر الشاشة العملاقة، يقاطعونه بالتصفيق والتهليل، رافعين أيديهم لتحيته، مرددين «لبيك لبيك نصر الله». يذكروننا بتحية النازيين لزعيمهم هتلر أو أنصار نابليون الذين كانوا يحلمون بالسيطرة على العالم. وفي هذا العصر يحلم الايرانيون بإعادة بناء امبراطوريتهم عن طريق مد نفوذهم على المنطقة العربية. معتقدين أن العراق وسوريا ولبنان أصبحت تحت النفوذ الإيراني. وأن سقوط بشار يهدد ذلك الحلم، لذا يستميتون في الدفاع عن ذلك النظام ويدفعون المليارات لنصر الله لتحقيق ذلك الحلم. واعترف نصر الله بتلك الأموال التي تقتطع من قوت الشعب الإيراني ليحقق حلم الخمينيين على حساب مصلحة الأمة العربية. من الطبيعي أن الشعب السوري لن ينخدع بتلك الخطابات التي يشتمُّ منها النفس الطائفي، حيث كان النفس الطائفي واضحا في إشادته بالثوار البحرينيين الذين يحملون شعارات حزب الله والثورة الخمينية ويريدون ربط البحرين العربية بإيران. لذلك لا يأبه ثوار سوريا في خطاباته وحرقوا صوره وأعلامه وأعلام الثورة الإيرانية. وعندما كان يلقي خطابه تظاهر آلاف السوريين أمام السفارة الإيرانية في حي المزة يهتفون «سوريا للثوار غصب عنك يا بشار». ووقف المجتمع الدولي إلى جانب الشعب السوري، عندما تبنَّت الجمعية العامة (بأغلبية ساحقة 137 صوتا)، قرارا يدعم الشعب السوري ضد نظامه ولم يقف مع النظام سوى الدول الدكتاتورية التي لا تحترم حقوق شعوبها كروسيا والصين وإيران.

د. عبدالمحسن حمادة


3/1/2012
 
 
 
 
الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
تصميم و برمجة
q8portals.com