دخلت الانتفاضة السورية شهرها الحادي عشر، وما زال النظام مستمرا في قتل الشعب. تعاطى مع الثورة منذ بدايتها بأنها مؤامرة، وزعم قبل انطلاقها ان الثورات لن تصل الى سوريا لمواقفها الوطنية والقومية، ليبرر المجازر التي سيرتكبها.. تجاوز عدد الشهداء الـ 6000 وازداد الشعب كراهية للنظام واصرارا على اسقاطه. ما زال النظام يردد الاكاذيب التي رفض العالم ان يصدقها.. لانه اذكى من ان ينخدع باعلام يسيطر عليه دكتاتور. واتخذ اجراءات لحرمان الشعب من التأثر بالاعلام الخارجي.. ولكن المحتجين استطاعوا توفير اعلام خاص بهم. وتمكنوا من التواصل مع وسائل الاعلام الخارجي، لنقل جرائم النظام.. وظهر الاسد في خطابيه الاخيرين بنغمة عدائية مصمما على الاستمرار في قتل الشعب، وانه سيحاور فقط المعارضة الوطنية وهي التي ترضى بحكم الاسد الى الابد. وهاجم الجامعة العربية زاعما انها اصبحت اداة لاميركا والصهيونية ويسيطر عليها حكام ينتمون الى العرب المستعربة، اما هو فمن العرب العاربة اي عرب عدنان، ومن المعروف تاريخيا ان العرب العاربة هم عرب الجزيرة العربية الذين ورثوا الارض واللغة العربية من العرب البائدة (عاد وثمود)، اما المستعربة فهي التي تعربت بعد الاسلام كمصر وسوريا وشمال افريقيا. ولا يدعي العرب العاربة انهم افضل من العرب المستعربة.
ومن الاسباب التي جعلته يبدو قويا. طبيعة النظام الاجرامية ونظرته الى نفسه انه ينتمي الى اقلية وصلت الى الحكم بطرق غير مشروعة، فهدفه الاستمرار في حكم الاكثرية وارغامها على تقبل ذلك، لذا أعد جيشا عقيدته الحفاظ على النظام بأي وسيلة. فها هي كتائبه تقتل الشعب من دون رحمة. ومنذ يومين اقتحمت مدينة حماة تضربها بالمدفعية الثقيلة والدبابات لتعيد الى الذاكرة جرائم والده.. ومن اسباب ظهوره بمظهر القوة تحالفه مع النظام الايراني الذي لا يخفي اطماعه في الارض العربية. فتبنى اعلام الخميني روايات النظام السوري بان الثورة من صنع مؤامرة اجنبية. وزادت ايران عدد رحلاتها للشحن الجوي الى دمشق لتنقل الاسلحة الى سوريا، ومن مؤشرات التدخل الايراني زيارة الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس، جاء مبعوثا من المرشد، وناقش بشار بالاستراتيجية الايرانية لحماية نظامه. وقال في معرض توضيح النفوذ الايراني ان جنوب لبنان والعراق مناطق تقع تحت السيطرة الايرانية. ومن اسباب ظهوره بمظهر القوة وقوف حزب الله حليف ايران الى جانبه. واكد ناشطون ان بعض عناصره يتواجدون على الحواجز الامنية في الزبداني. وتواجدوا لحماية الاسد اثناء القاء خطابه وسط الحشود في ساحة الامويين. وما زال نصرالله يهاجم موقف الدول العربية والجامعة العربية ويدعو المعارضة السورية للحوار مع الاسد والحفاظ على نظامه. وكذلك الموقف العراقي الذي اصبح بعد الانسحاب الاميركي وتحت حكم المالكي واقعا تحت النفوذ الايراني وداعما للاسد.
ومن اسباب ظهوره بمظهر القوة انشغال اميركا وفرنسا بالانتخابات واعتقاده بانهما عاجزتان عن اتخاذ قرار صعب تجاهه. وكذلك موقف روسيا، ومساندتها لنظام الاسد واستخدامها الفيتو ضد اي قرار ضده وارسالها الاساطيل لحماية النظام. وكذلك تفكك الدول العربية وعجزها عن اتخاذ موقف حاسم لوقف جرائم النظام. ومن آثار تفككهم بعثة المراقبين الذين يصفهم الشعب السوري بمراقبي الموت، ويرأسها الدابي المتهم بارتكاب جرائم حرب في دارفور، وقدم تقريرا وصفته المعارضة شاهد زور وعارضه كثير من المراقبين وقالوا انه لم يأخذ برأيهم، وفضحه المراقب المنشق انور مالك.
هذه اهم المعطيات التي جعلت الاسد يظهر بمظهر القوة، ولكنه لن يستطيع بتحالفه الاسود مع القوى المعادية للامة ان يوقف الثورة الشعبية.