العرب يكرهون الحروب وينشدون السلام، وكل دولة منها مقتنعة بحدودها ولا تتطلع للتوسع. من أهم أسباب اندلاع الحروب رغبة بعض الدول السيطرة على جيرانها، مما يضطر الدول الى الدفاع عن أراضيها. وهذا ما حدث بعد قيام الثورة الإيرانية، حيث أعلن قادتها عزمهم على تصدير ثورتهم ونشر مبادئها في دول الجوار، وضمنوا ذلك في دستورهم. وهذا يعني أنهم سيتدخلون في شؤون دول أخرى. وهذا ما تم بالفعل، فلتحقيق هذا الهدف أنشأوا ميليشيات وأحزاباً في بعض دول الجوار تدين بالولاء لهم، وأنفقوا عليها مليارات من أموال الشعب الإيراني. ومن ثم بدأوا يتبجحون ويدعون أن القرار في 4 دول عربية أصبح في يدهم، وأنهم يسعون الى تحقيق المزيد، ويبشرون بأن عودة الإمبراطورية الفارسية أصبحت قريبة.
في ظل هذه الظروف اندلعت الحرب اليمنية. فقد تمكنت طهران من الاتصال بالحوثيين، وهم مكون من الشعب اليمني، وأقنعتهم بالتعاون معها ليمكنوها من حكم اليمن. وبكل أسف انخدع الحوثيون، وبدأت طهران بإعدادهم عسكريا وشحنهم، وجعلت منهم نسخة مكررة من حزب الله اللبناني. جاء الحوثيون إلى صنعاء مشحونين بالفكر الإيراني، يرددون صيحات الثورة الإيرانية، ويرفعون شعاراتها، وتحت مسمى أنصار الله. حاولت حكومة اليمن الشرعية التفاهم معهم ولكن من دون جدوى. رفضوا مبدأ حكومة الشراكة الوطنية وأصروا على الانفراد بالحكم. وقد تمكنوا من خلال تحالفهم مع الرئيس اليمني السابق علي صالح من السيطرة على معظم أراضي الدولة اليمنية، مما اضطر الحكومة الشرعية للجوء إلى الرياض.
وأطلق الرئيس السابق علي عبد الله صالح على تحالفه مع الحوثيين بتحالف الضرورة، ولكن حاول التخلص منهم، ودعا اليمنيين، في بيان له على قناة اليمن اليوم، إلى أن يهبوا هبة رجل واحد للدفاع عن اليمن ضد العناصر الحوثية الموالية لإيران التي تعبث باليمن. وحدثت صدامات مسلحة بين قواته وقوات الحوثي. ودعا إلى فتح صفحة جديدة مع دول الجوار. ولكن قوات الشرعية لم تتحرك ظناً منها أنها حيلة من حيل صالح، حتى تمكن الحوثيون من اغتيال صالح. لهذه الأسباب اندلعت حرب اليمن. الحوثيون حزب مسلح بالسلاح الإيراني، يريد أن يفرض أجندته الإيرانية بقوة السلاح. وهم لن يكتفوا باليمن كما يدعون بل سيزحفون. غالبية الشعب اليمني ضد الانقلابيين ودول العالم والأمم المتحدة ضدهم. فالحكومة الشرعية مسنودة من قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة. استطاعت الحكومة الشرعية بدعم من دول التحالف باسترجاع %80 من أرض اليمن، وهي مستعدة للتفاوض لتحقيق حل سلمي لليمن، ولكن وفق الشروط التي وافق عليها مجلس الأمن.
