الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
حماية مصر من الفكر الثوري الراديكالي | رجوع

للتعليق أرسل إلى صديق تحويل إلى word طباعة pdf
تصغير الخطالشكل الأساسيتكبير الخط 29/10/2011
حماية مصر من الفكر الثوري الراديكالي
كتب عبدالمحسن حمادة :
«أنا إن قدر الإله مماتي
لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدي»
هذا البيت لشاعر مصري، وآمل ان يؤمن بالفكرة كل عربي محب لهذه الأمة. لأن مصر، منذ ان دخلت الاسلام وتعربت، اصبحت الدرع الواقي لهذه الامة. ضحت من اجل عزة العرب، والدفاع عن الارض العربية والحفاظ على الثقافة العربية ونشرها. لذا استبشرنا خيرا حينما تحرك الشارع المصري ضد الرئيس مبارك، لأن تلك الحركة نادت بمبادئ عظيمة كمحاربة الطغيان وحكم الفرد والفساد. كانت مصر ومعظم الدول العربية بحاجة الى تلك المبادئ، يؤكد ذلك تقارير البرنامج الانمائي للتنمية البشرية العربية الصادرة عن الامم المتحدة.
اليوم تعيش مصر في محنة لن تخرج منها، الا اذا حكّمت صوت العقل وغلّبت المصلحة العامة. ومن الصعوبة تحكيم صوت العقل في هذه الاجواء الملتهبة، بعد رحيل مبارك اختفى رجال الامن، فهاجم بعض الثوار مقار امن الدولة، واحرقوا وثائقها، وبعد انهيار الامن ظهر البلطجية والحرامية بكل انواعهم. وبعد سقوط الامن لم يبق سوى الجيش، الذي ارهق بالتظاهرات المليونية التي تجري في كل اسبوع، والتي ارتفع فيها سقف المطالب بدرجة غير مقبولة ولا معقولة. انشغل الثوار بمحاكمة رموز النظام السابق، وطالبوا بإعدامهم اتباعا للأهواء وحبا في الانتقام، وبعدا عن العدالة التي طالبت الاديان السماوية والقوانين ان تكون مطلقة.
غاب عن المشهد السياسي الحكماء، ولم يبق في الساحة سوى من يطلقون على انفسهم شباب الثورة، وبعض الجماعات الدينية الذين يعتقدون انهم هم من قام بالثورة، ومن حقهم ان يفعلوا ما يريدون. من حقهم تشكيل محاكم ثورية لمحاكمة رموز النظام السابق لعدم ثقتهم بالقضاء. ومن حقهم تشكيل حكومة تحقق مطالبهم. وطالبوا بإصدار قانون العزل، لعزل اعضاء الحزب الوطني من الحياة السياسية، فلا توجد ديموقراطية تمنع مواطنين من حق الترشيح، الا اذا ارتكبوا جرائم وادينوا من القضاء. علما بأن المجلس العسكري تعهد باجراء انتخابات عادلة ونزيهة تحت اشراف القضاء والمنظمات الدولية، لكن هؤلاء الشباب يعتقدون انهم مبرؤون من كل عيب، وان الجماهير تساندهم ويريدون فرض وصايتهم على الامة من دون تفويض، وليس معروفا النسبة الحقيقية التي تؤيد مطالبهم المتطرفة، خاصة بعد ان أخلت الغالبية الميدان، وتركته لشباب لا يعرفون ما يريدون. ووقعوا في سلسلة من الاخطاء منها:
الزحف على مقر السفارة الاسرائيلية واقتحامها وحرقها واخراج وثائق منها، قالوا انها تدين وزير الاعلام اسامة هيكل، واعتبروه عميلا لإسرائيل، وطالبوا بإلغاء المعاهدة الاسرائيلية. محاولة الزحف على وزارة الدفاع والمطالبة بتغيير المجلس العسكري، فإذا انهار الجيش والامن فمن يحمي وحدة مصر وترابها؟ المطالبة بتغيير رئيس مجلس الوزراء.. يتشككون بأي مشروع اصلاحي، ويدّعون احقيتهم بالتغيير وحكم الدولة وانتزاع الثورة من وصاية المجلس العسكري. وزاد الاوضاع خطورة احداث ماسبيرو، وتفاقم الازمة الطائفية. وشجعهم ظهورهم المتكرر على الفضائيات، ومدح بعض الاعلاميين المصريين لهم على التمادي في مواقفهم، فكان يمتدحهم ويكيل الاتهامات لرموز العهد القديم من دون ادلة. وجاملهم المجلس العسكري، لأنه لا يريد ان يخسر ثقة الشارع. الآن نصر اننا بحاجة الى موقف حازم لتفعيل ادارة الدولة واعادة الامن والاستقرار، ودراسة الملف الاقتصادي، وتشجيع المستثمر المحلي والاجنبي.

د. عبدالمحسن حمادة
D_hamadah@hotmail.com


10/28/2011
 
 
 
 
الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
تصميم و برمجة
q8portals.com