الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
ماذا يريد الشعب السوري وماذا يريد النظام؟ | رجوع
للتعليق أرسل إلى صديق تحويل إلى word طباعة pdf
تصغير الخطالشكل الأساسيتكبير الخط 09/08/2011
ماذا يريد الشعب السوري وماذا يريد النظام؟
كتب عبدالمحسن حمادة :
يريد الشعب السوري أن يطيح بنظام استبدادي، اختطف الدولة منذ أكثر من أربعين عاما، حكم الدولة بالحديد والنار والمخابرات والإعلام الكاذب، الذي يمتدح النظام لدرجة تأليهه، ويصفه بنظام المقاومة والممانعة، بينما في الواقع هو نظام الاستبداد والقمع والفساد وبائع الجولان. يريد ذلك الإعلام أن يحول ذلك الحاكم إلى إله، وقد جاء إلى الحكم عن طريق توريث والده له السلطة من دون أن يكون له رصيد سياسي أو عسكري يؤهله لقيادة الدولة. يريد الشعب السوري أن ينهي تلك المهازل التي فرضت عليه أكثر من أربعين عاما ويبني مجتمعا ديموقراطيا ليحيا حياة كريمة في وطنه، كسائر شعوب العالم الحرة المنتمية للأمم المتحدة والتي تنص مواثيقها على حق الشعب في اختيار الحكومة التي تحكم الدولة، يراقبها ويحاسبها ويعزلها إذا تبين له أنها أخلت بالتزاماتها.
لكن النظام الذي استولى على الدولة منذ أكثر من أربعين عاما وهو يدرك في قرارة نفسه أنه أقلية ولكي يستمر في حكم الأكثرية، عليه أن يبني الحكم على أسس دقيقة بحيث تتركز دوائر الحكم تحت قيادة الزعيم الأوحد وتحويل المجالس المنتخبة والدوائر القضائية والسلطة التنفيذية إلى مجرد ألعوبة يحركها هذا الزعيم. يذكرنا هذا النظام بمدينة اسبرطة اليونانية التي حكمها في القرن السابع ق. م. أقلية لا تتجاوز الــ%10 من السكان، وتدربت هذه الأقلية على القتال والشراسة والنذالة لإخماد أي ثورة تقوم بها الأكثرية. هذا ما يقوم به نظام الحكم الذي خطط للبقاء في السلطة وإخضاع الأكثرية لإرادتها. ولا يعني انتماء النظام إلى الطائفة العلوية أن جميع أبناء الطائفة راضون عن الجرائم التي يرتكبها النظام، فالثوار مدركون لهذه الحقيقة وحريصون على احترام جميع الطوائف التي يتكون منها الشعب السوري وفخورون بها، لذلك يرددون في شعاراتهم «واحد واحد واحد الشعب السوري واحد». لكن الوريث الذي عدل له الدستور بشكل تعسفي في ساعات، ورث عن والده نظام المخابرات الوحشي والأجهزة الأمنية التي ترتكب المجازر وسجون التعذيب والتنظيمات الإجرامية وتزوير إرادة الشعب وأساليب الفساد والإفساد ورفع الشعارات البراقة، كادعاء المقاومة والممانعة والمتاجرة بالقضية الفلسطينية. وطور هذه الأساليب لتصبح أكثر وحشية في عهده وأخيه ماهر القائد الفعلي للحرس الجمهوري وابن عمته العميد شاليس رئيس حرسه الشخصي والمشرف على جهاز حرس الرئاسة، وابن خالته العميد حافظ مخلوف المشرف على جهاز المخابرات العامة، واللواء علي مملوك مدير جهاز المخابرات. تواصل هذه المجموعة قتل الشعب السوري منذ خمسة اشهر، واشتدت وحشيتها في مطلع شهر رمضان في مسعى يائس من النظام لكسر إرادة الشعب السوري. وحاصرت دباباته مدينة حماة وقطعت عنها الكهرباء والماء والدواء، واستعد جيشه لاجتياح دير الزور والبوكمال.
ما الذي حققه النظام من مكاسب جراء هذا العمل البهيمي؟ توحد المجتمع الدولي ضده، فلم تستطع روسيا الاستمرار في تأييده، حيث وافق على صيغة البيان الرئاسي الذي يدين قتل المدنيين 14 عضوا، وشذ عن ذلك وفد لبنان ممثل حزب الله. وعمت التظاهرات مدن سوريا نصرة لحماة وتحديا لوحشية النظام، وانتقلت التظاهرات من ريف دمشق إلى حي أبو رمانة وساحة الأمويين والمهاجرين، حيث مقر السفارات والهيئات الدولية ووزارة الدفاع، وصدر قرار من دول مجلس التعاون يدين قتل المدنيين في سوريا.

د. عبدالمحسن حمادة



8/9/2011
 
 
 
 
الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
تصميم و برمجة
q8portals.com