الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
سيغفر الشعب الكويتي للمجلس هذا الخطأ | رجوع
يجب أن يغفر الشعب الكويتي للمجلس الخطأ الفادح الذي ارتكبه بعض الأعضاء أثناء مناقشة قضية معتقلي غوانتانامو، وما نتج عنه من تشابك بين بعض الأعضاء، وتحول هذا الحدث المؤسف إلى مادة إعلامية، وانتقد كثير من الإعلاميين هذا السلوك ومستوى الديموقراطية في الكويت. ليس أمام الشعب الكويتي من خيار سوى أن يغفر للمجلس هذه الزلة، لكي تستمر الديموقراطية، لأن البديل عن الديموقراطية هو الاستبداد وتحكم الفرد في الدولة، وهو طريق موحش حاربت البشرية للتخلص منه، إضافة إلى أن ما حدث، بالرغم من بشاعته واستنكاره ، فقد حدث مثله وأسوأ منه في برلمانات كثيرة، منها برلمانات تنتمي إلى ديموقراطية عريقة، فأعضاء المجلس بشر وليسوا ملائكة، وهم معرضون لارتكاب أخطاء، المهم أن تكون لنا القدرة على منع تكرار مثل هذه الحادثة مرة أخرى. وعودة إلى أصل المشكلة، التي بدأت عندما وصف النائب حسين القلاف معتقلي غوانتانامو بأنهم إرهابيون ومرتبطون بالقاعدة، وهذا يعني من وجهة نظره أنهم لا يستحقون الدفاع عنهم، ويجب أن يتركوا في ذلك المعتقل السيئ السمعة الذي استنكره جميع أحرار العالم، وفي مقدمتهم الرئيس الأميركي. 
من المستغرب أن يصدر مثل هذا القول عن نائب فاضل انتخبه الشعب ليدافع عن حقوقه، فالمعتقلون مواطنون احتجزوا ظلماً، ولهم أسر ينتظرون عودتهم، فالدفاع عنهم واجب وطني وشرعي وإنساني، ونحن إذ نستنكر ما قاله النائب القلاف تحت قبة المجلس، إلا أننا يجب أن نعترف بأن ما قاله مجرد رأي، والدستور كفل للعضو الحرية الكاملة ليقول ما يراه، ولا يجوز محاسبته على آرائه، لذلك يجب أن نستنكر وبصورة أشد سلوك بعض النواب الذين حاولوا إسكات زميلهم بالقوة ثم الاعتداء عليه، كما أنه من الخطأ تفسير الحدث على اعتبار أنه صراع طائفي بين السنة والشيعة، فنحن نعلم أن هناك نواباً من الشيعة دافعوا عن المعتقلين، وهناك نواب من السنة يحملون اتجاه السيد القلاف نفسه، فهذه مجرد آراء واجتهادات، ومن الطبيعي أن تختلف وجهات نظر الأعضاء حول القضايا المعروضة على المجلس، وليس مفروضاً أن تتطابق آراؤهم ثم تعرض القضية للتصويت، ويؤخذ برأي الأغلبية. نتمنى أن نستفيد من هذه الحادثة الشاذة، ولا تتكرر مرة أخرى، وقد يتطلب ذلك تفعيل اللائحة الداخلية الخاصة بإدارة الجلسات. ونشكر الجهود التي بذلها صاحب السمو للم شمل المجلس، ورأب الصدع بين الأعضاء المتخاصمين وجمعهم على مائدته، كما نشكر رئيس المجلس ومكتب المجلس على الجهود التي بذلوها لمحاصرة تلك القضية منذ البداية، ومنعها من الاتساع. نتمنى أن تفضي تلك المحاولات الكريمة إلى محو الآثار السلبية التي سببتها تلك الحادثة. 


1/6/2011
 
 
 
 
الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
تصميم و برمجة
q8portals.com