نتمنى أن ينجح الشعب السوري في إسقاط النظام القمعي الفاسد، الذي حكم الشعب السوري بالحديد والنار، وحرم عليه أن يطالب بالإصلاح ومحاربة الفساد، ومن معالم الفساد في هذا النظام أن شركات مخلوف تسيطر على أكثر من %60 من الاقتصاد السوري، ولا يسمح لشركة أجنبية أن تقوم بأي استثمار في الدولة من دون موافقته. وفازت شركته بعقد الهاتف النقال، الذي أضاعت بنوده على الدولة السورية خلال الـ 15 سنة الابتدائية 7 مليارات دولار، وهي تعادل رواتب العاملين في خمس وزارات سورية يعيلون ما يقارب مليون مواطن. ومن أضاليله أنه يرفع شعار العداء لأميركا والصهيونية وتحرير الأرض لتبرير قبضته الأمنية، وتبين بعد نصف قرن أن هذا النظام ليس من أولوياته تحرير الأرض، وهو الذي أعلن رئيسه حافظ الأسد سقوط الجولان في 67 عندما كان وزيراً للدفاع قبل وصول أي جندي إسرائيلي إليها، هذه الحادثة رددها عبدالناصر والسادات والملك فيصل وأكدها إسماعيل فهمي في أحد كتبه. وأوردها الرائد خليل مصطفى مسؤول الاستخبارات السورية في الجولان في كتابه «سقوط الجولان»، الذي سجن بسببه. ولما دعا صلاح جديد عام 69 إلى اجتماع للقيادة القومية لمحاسبة الأسد، واتهامه بالخيانة، لرفضه تقديم الدعم للمقاومة الفلسطينية، وتسليم الجولان، قام الأسد بالانقلاب الذي أسماه الحركة التصحيحية، وأودى بصلاح جديد إلى السجن. من جهة اخرى، تؤكد تصريحات مخلوف استمرار التفاهم، وأهمية وجود عائلة الأسد في المحافظة على استقرار إسرائيل وأمنها. فهذا النظام لم يطلق رصاصة ضد إسرائيل، فرصاص الجيش السوري سيوجه للشعب إذا طالب بحقوقه، لقد حاصرت ترسانة النظام مدينة درعا الباسلة لأكثر من أسبوع اقتحموا البيوت واعتقلوا الشباب الذين تقل أعمارهم عن أربعين عاماً ، منعوا لجنة تقصي الحقائق الدولية من دخول المدينة الجريحة حتى لا يشاهدوا آثار جرائمهم، ثم ذهبوا إلى بانياس وحمص وغيرهما من المدن السورية، ليرتكبوا الجرائم نفسها. وامتدح الإعلام السوري وحلفاؤه في إيران ولبنان والعراق الجرائم الوحشية، مدعين أن الجيش أنهى مهمته في درعا بعد أن قضى على العصابات الإرهابية، والعالم يعرف أن مخابرات النظام لن تسمح بوجود إرهابيين، فالموجود شعب يطالب بحقوقه وأجهزة النظام تقمع هذا الشعب. هناك تحالف واضح بين النظام السوري والإيراني وحزب الله والأحزاب الطائفية العراقية، ومن أهداف هذا الحلف خدمة المشروع الإيراني الذي يحلم بإقامة الإمبراطورية الفارسية، وتجديد أمجاد الفرس، من خلال مد هيمنتها على الأرض العربية. وظهر هذا الحلم بعد نجاح الثورة الإيرانية وعبر عنه بتصدير الثورة، وحاولوا تغليفه بشعارات الإسلام والعداء لأميركا وإسرائيل ومناصرة المقاومة لستر العنصرية الفارسية الموحشة. إن من يلاحظ معاملة الحكومات الإيرانية لعرب الأهواز بعد احتلاله، وكيف استعبدوا هذا الشعب وسرقوا ثرواته وحاربوا ثقافته، سيدرك حقدهم على الأمة العربية. لقد سهل نظام الأسد أن تنتشر في سوريا مراكز لنشر تعاليم الثورة الإيرانية، لذا نتمنى أن تتحقق توقعات المناضلة الأتاسي بأن تستمر الثورة حتى تسقط النظام، فمن يقوم بنصف ثورة، خصوصاً مع مثل هذا النظام القمعي، سيكون قد حفر قبره بيده. لذا أصبح إسقاط هذا النظام إنقاذاً للأمة من السقوط في الهاوية.
5/19/2011
|