الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
ذرية محمد عبدالمحسن الخرافي الصالحة | رجوع
في بداية شبابي دخلت ديوان العم محمد الخرافي مهنئا بالشهر الكريم، أذهلني احترامه وترحيبه الحار وطلبه مني الجلوس بجانبه وهو بذلك الثراء والمكانة الاجتماعية المرموقة والعالية، بينما كنت شابا صغيرا حديث التخرج وأعمل مدرسا في ثانوية كيفان. واستغرب البعض من ذلك وأبدى علامات يفهم منها عدم الرضا لأن هذه أماكن لكبار الشخصيات. كنا شبابا صغارا ويجب ان نتعلم الأخلاق الراقية من أولئك الحكماء، ومن أهم تلك الأخلاق التواضع واحترام الضيوف مهما كان شأنهم. كان يعلم أنني فقدت والدي قبل شهور والذي كان صديقا لأسرتهم، وأحببت أن أتواصل بالأسر الكريمة التي كان يزورها. فأراد أن يشجعني على ذلك ويشجع الشباب على ارتياد الدواوين لأهميتها الاجتماعية. 
إنني على يقين ان أبا عبدالمحسن قد اكتسب من والده الكثير من الأخلاق الحميدة الراقية. كالتواضع واحترام الناس والتواصل معهم وحب الكويت والحرص على مستقبلها. لذلك نجح في مهمته كعضو في مجلس الأمة ورئيس للمجلس لسنوات. فمن أهم عوامل النجاح في مثل هذا المنصب المهم، الهمة العالية والأخلاق الراقية ليتمكن من خلق التوازن بين مختلف الرغبات المعقدة بين أعضاء المجلس والحكومة. واطفاء الحرائق التي يشعلها الاشرار لكي تستمر الحياة ولا تتعرقل الأمور. كما تعرفت من خلال عملي في الجامعة بالمربية الفاضلة أ.د فايزة التي كانت مثلا طيبا للمرأة الكويتية العاملة التي إذا أتيحت لها الفرصة أثبتت جدارتها وكفاءتها. أدارت الجامعة خلال ثمان سنوات إدارة ناجحة، ومن مؤشرات النجاح حسن اختيار المساعدين وتشجيع البحث العلمي والمؤتمرات العلمية ودراسة القرارات التي تحتاج إليها المؤسسة واتخاذها وعدم التراجع عنها مهما كانت الضغوط. لذلك كانت محبوبة ومقدرة من الطلبة واعضاء هيئة التدريس. 
أما الفقيد فلم أتعرف عليه، ولكن يتضح لكل من شاهد الجموع الغفيرة التي جاءت لتعزي أسرته سواء من داخل الكويت أو خارجها وما كتب عنه وما قيل في تأبينه داخل الكويت وخارجها، أن ذلك التشييع لا يحدث إلا لشخصية قيادية نادرة ومؤثرة، وعرفت أننا قد فقدنا شخصية اقتصادية متميزة ورجلا من رجال الإحسان وصل احسانه إلى مئات الأسر والمحتاجين. كان يحمل في ذهنه المستنير مئات المشاريع الاقتصادية المتطورة، كان يأمل من تحقيقها أن يحدث نهضة عمرانية وسياحية وازدهارا اقتصاديا يخدم مستقبل الدولة ومستقبل الأجيال القادمة. لكن الأشرار، الذين تطل علينا في كل يوم صورهم البشعة على صفحات الجرائد وتصريحاتهم التي يرهبون فيها رجال الاعمال، حرموا الكويت من المشاريع الحيوية ودفعوا رأس المال الوطني لتعمير الخارج. وسحب مشاريعه من الكويت واستثمارها بالخارج، لأن الكويت اصبحت طاردة لكل مشروع تنويري. 
نتمنى على شباب أسرة الخرافي أن يدركوا قيمة بذرة الخير التي غرسها جدهم واكتسبها ابناؤه ويحرصوا على التمسك بها.


3/5/2011
 
 
 
 
الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
تصميم و برمجة
q8portals.com