الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
كيف تعاطى حزب الله مع رسالة الشعب اللبناني؟ | رجوع
كان المشهد في الـ 13 من آذار في ساحة الحرية واضحا لا يحتاج إلى توضيح. لقد تحركت الحشود التي فاقت المليون، والتي كانت متنوعة الأعمار والأطياف، جاءت لتدافع عن لبنان الدولة الموحدة، ولتعلن أمام العالم أن الشعب اللبناني يريد اسقاط وصاية السلاح الذي استخدمه حزب الله كأداة تهديد وترهيب للشعب اللبناني لفرض واقع سياسي. يعلن رئيسه للبنانيين انه اسقط حكومة وعين رئيسا للوزراء، فنصب نفسه وليا للفقيه ومرشدا أعلى للدولة اللبنانية. لقد أصبح هذا السلاح شاذا فلا يوجد في لبنان احتلال لكي توجد مقاومة مسلحة، وإذا وجدت مقاومة فلا ينبغي أن تحتكرها طائفة، لقد توجه هذا السلاح إلى صدور اللبنانيين في مار مخايل، وبرج أبي حيدر، وفي 2008/5/7، وفي استقبال جميل السيد. ويعد حسن نصر الله يوم 7 أيار الذي قتلت فيه بلطجية الحزب مئات اللبنانيين، ودمرت مؤسسات المجتمع المدني يوما مجيدا. كان التمثيل المسيحي في ذلك اليوم منقطع النظير. كما جاءت الطائفة الدرزية الكريمة، ليعلنوا انهم بالرغم من حبهم لوليد بك، جاءوا ليعلنوا أمام الشعب اللبناني والعالم بأسره انهم ضد سلاح الغدر الذي اغتال اللبنانيين في الجبل وأهدر كرامتهم. وكان التمثيل الشيعي قليلا، ولكنه كان متواجدا، وتحدث بعض خطبائهم. وتكرر المشهد في 18 آذار في طرابلس عاصمة الشمال في معرض الشهيد رشيد كرامي، حيث ردد مئات الآلاف لا لوصاية السلاح. لقد رد حزب الله على مشاعر غضب أكثر من نصف الشعب اللبناني بكل احتقار وبرود. فقال الشيخ نعيم قاسم: استمعنا لكل ما قيل، ولا يوجد ما يستحق الرد. أما السيد نصر الله فقال في خطابه في 3/19 انه سيحتفظ بالسلاح للدفاع عن نفط لبنان الذي لم يكتشف، وقال إنه سيطلب من المتضررين من حرب 2006 رفع قضايا ضد حكومة السنيورة يتهمها بأنها المتسببة في تلك الاضرار، استنادا إلى ما ورد في وثائق ويكيليكس. ليفرض على اللبنانيين ان يتناسوا انه المتسبب في تلك الحرب، وأنه قال بعد توقفها انه لو كان يعلم ان الحرب ستجر على لبنان كل تلك المصائب لما اقدم على أسر الجنديين الاسرائيليين. ويعلم اللبنانيون أنه لا وجود لقضاء عادل مستقل في ظل غلبة السلاح وتوجيهه لصدر القاضي ليحكم بما يأمر حزب الله. 
واتضح النفس الطائفي في خطابه عندما تبنى مطالب المعارضة البحرينية التي تطالب بإقامة جمهورية اسلامية، وهاجم الاسرة الحاكمة البحرينية، وأكد معرفته بالثوار. ولم تتعاطف الشعوب العربية والاسلامية مع مطالب المعارضة البحرينية لوضوح الصبغة الطائفية عليها، ولم يؤيدها سوى نظام الحكم الشمولي في ايران وحزب الله والأحزاب الطائفية العراقية، مما يؤكد ارتباطهم بالمشروع الايراني الذي يحلم بمد نفوذه على الارض العربية، لبناء الامبراطورية الفارسية. كما افتقد في خطابه الاخير مصداقيته عندما أثنى على الثورة المصرية والتونسية والليبية. لكنه لم يتحدث عن الثوار في ايران وسوريا الذين يثورون ضد النظم القمعية الشمولية، ويطالبون بالحرية والاصلاح. وتقتل تلك الانظمة الطلاب والمثقفين والشباب، وتزج بالآلاف في السجون. لارتباطه بالنظام الايراني، وافتخاره بانتمائه لولاية الفقيه، وانه جندي من جنوده، ولتحالفه مع النظام السوري، لذلك هتف الثوار في البلدين بسقوطه. 


3/28/2011
 
 
 
 
الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
تصميم و برمجة
q8portals.com