المحرضون على الفتنة لا يخجلون من الفشل | رجوع
إن المحرضين على الفتنة والداعمين لها لن يستسلموا بسهولة للفشل الذي أصاب تجمعهم الذي خططوا له، ثم اكتشفوا عندما تجمهروا ضآلة حجمهم، لأن الغالبية الساحقة من الشعب الكويتي كانت أذكى وأعقل من أن تتجاوب مع مطالب مجموعة مريبة مجهولة الهوية غامضة الأهداف. ونتمنى أن تستمر على ذلك ليعلم من يريد أن يعبث بأمن المجتمع واستقراره أن الجماهير واعية، ولا يمكن خداعها بأساليب الغش والدعاية الكاذبة. فعلى الرغم من ان الغالبية تعلم ان مجتمعنا مليء بالفساد، وبحاجة ماسة الى الإصلاح، فانها ترفض أن يأتي الإصلاح عن طريق الشارع والفكر الغوغائي إيماناً منها بأن هذا الفكر أعجز من أن يأتي بالإصلاح. لقد رأى فلاسفة الشر والمحرضون على الفتن ما حدث من سقوط أنظمة عربية على أيدي ما يطلقون عليه بالثورات الشبابية فرصة لاستيراد الفتنة إلى مجتمعنا لإرهاب النظام وإجباره على تحقيق أطماعهم وأحلامهم. دون ان يدركوا أن الأنظمة التي سقطت كانت على اشتباك دائم مع الغالبية من شعوبها، وسالبة للكثير من الحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية لتلك الغالبية. ودون أن يتفهموا من هو المحرك الأساسي لتلك الثورات، هل الشباب أنفسهم أم أن هناك من استغل تلك المطالب العادلة وروج لها بأساليب إعلامية مبتكرة لتحقيق أهدافه؟ إنه لمن المخجل ان يستجيب شيوخ في السياسة لمطالب صبية صغار في سن أحفادهم، مجهولي الهوية ليس لهم تاريخ سياسي ولا نضج ولا وعي ولا خبرة في مجال الإصلاح، طالب هؤلاء الصغار بالتظاهر لإسقاط الحكومة عن طريق الفيسبوك والتويتر. وهرع شيوخ السياسة الذين تجاوزوا الثمانين مسرعين لتلبية تلك المطالب وخاطبوهم قائلين: أنتم الأمل والضمان الوحيد للتغيير والإصلاح وتخليصنا من الحكومة الخايسة ومن الفساد. وشجعوهم على الاستمرار حتى تحقيق مطالبهم حتى بعد ان تأكد لهم ان هذه المجموعة ليس لها وزن في الساحة السياسية ولا غطاء شعبي، لأن الغالبية الشعبية لا ترغب ان ينجر المجتمع إلى الفوضى. فكان من المفروض من أولئك النواب والسياسيين الباحثين عن أزمات لتفجيرها ان يحترموا رأي الغالبية ويركنوا إلى الهدوء. ولكن بعد عودتهم من تلك التظاهرات الفاشلة سرعان ما تسابقوا إلى تقديم استجوابات مفاجئة لم يمهد لها بأسئلة برلمانية لتوضيح جوانب القصور في أداء المستجوبين.
3/22/2011
|