الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
إصلاح وزارة الداخلية | رجوع
أصيب كثير من المواطنين بالصدمة والخوف حينما عرفوا أن جهازنا الأمني من الممكن ان يلفق بعض افراده التهم لبريء، ثم يعذب ويقتل، ثم يقدمون تقارير مكذوبة الى الوزير، ليدلي بها في المجلس. وفي الوقت نفسه تسرب تقارير من داخل الجهاز الى اعضاء يعدون من خصوم الوزير، تظهره بمظهر من يخادع المجلس، وتعطيهم ادلة لادانته، هذه مساوئ خطرة يعاني منها جهازنا الامني، ويهمنا البعد الخلقي السيئ الذي يتصف به أولئك الافراد سواء من قام بتعذيب المرحوم المطيري وقتله، او من خان الامانة وسرب اسرار الوزارة. واذا عرفنا ان من قام بجريمة التعذيب قد قدم للمحاكمة، فحتى الآن لم نعرف ماذا تم بمن ارتكب جريمة إفشاء اسرار الوزارة وخيانة الامانة؟ فهي جريمة لا يقل خطرها عن الاولى، لأنها تتعلق بأمن الدولة. 
ويتطلب اصلاح هذا الجهاز المهم معرفة ما اذا كانت تلك الحادثة الاليمة فردية ام لها ما يشابهها في الماضي، ويمكن ان تتكرر في المستقبل. لذا نتمنى ان تستمر لجنة التحقيق البرلمانية التي شكلت للتحقيق في هذه القضية في مهامها حتى تتكشف لها الحقائق كاملة. ويجب ان تتعاون الحكومة مع المجلس لاصلاح هذا الجهاز وتطهيره من الفساد. صحيح ان اللجنة قد توصلت الى توصيات جيدة، ولكنها غير كافية، كاعطاء المتهم الحق في ان يكون له محام قبل التحقيق معه في الداخلية، وتزويد المخافر وقاعات التحقيق بكاميرات مراقبة، واتصالها مباشرة بإدارة الرقابة والتفتيش. وطالبت بتفعيل ادارة التفتيش التي تحولت من وجهة نظر اللجنة الى ادارة يحال اليها القياديون للتقاعد. 
ان اصلاح الجهاز الامني اصبح ضروريا، خصوصا بعد متابعتنا للاحداث المؤلمة التي مرت على مصر العزيزة وتونس، كيف تعرضتا لانفلات امني واخطار مرعبة بعد انهيار اجهزتهما الامنية، اننا نعيش في مجتمع قد تصل نسبة الوافدين فيه الى اكثر من ثلثي المواطنين، وليس لدينا معرفة واسعة بسلوكهم وطباعهم، فقد يكون منهم مجرمون، اننا نحتاج الى جهاز امني قوي وعصري مزود بجميع الاجهزة الالكترونية الحديثة، يتمتع افراده بأخلاق عالية، يؤمنون بالولاء للدولة ويلتزمون بشرف المهنة وبمبادئ الاتفاقات الدولية المتعلقة بحقوق الانسان ومناهضة التعذيب، ويحسنون التعامل مع البشر، وينأون بأنفسهم عن التكتلات الفئوية. 
ان اصلاح الجهاز الامني وتطهيره من الفساد اصبحا ضروريين بعد الاحداث المرعبة التي تمر بها المنطقة، والتي لا نعرف من يحركها ويتلاعب بأمن المنطقة ويهدد استقرارها، لذا نطالب النواب الذين يسارعون في استجواب وزير الداخلية، ورئيس الوزراء، ويطالبون بالنزول الى الشارع للتهييج والتحريض واشعال الفتن، باحثين عن زعامات وهمية، نطالبهم ان يتقوا الله في امن الوطن واستقراره، وان يقدموا مقترحات للاصلاح بدلا من اشعال الفتن. قد تتطلب عملية اصلاح الجهاز الامني امورا كثيرة، منها اعادة اساليب اختيار من ينتمي الى هذا الجهاز، ومراجعة مناهج تربية الضباط والافراد العاديين من قبل خبراء في التربية وعلم النفس والسلوك، والاستمرار في تدريبهم ليكتسبوا الاخلاق واللياقة اللازمة.


7/2/2011
 
 
 
 
الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
تصميم و برمجة
q8portals.com