الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
من سيوقظ الفتنة في لبنان؟ | رجوع
كانت غالبية الشعب العربي واللبناني تفخر بالانتصارات التي حققتها المقاومة. ولكن بعد اجتياح ميليشيات الحزب لبيروت والجبل في 7ــ 2008/5/11 بدأ الكثير ينظر إليه على اساس انه حزب طائفي مسلح يريد فرض هيمنته على الآخرين أكثر من أنه مشروع مقاومة شعبية لجميع اللبنانيين. واليوم يهدد بأنه سيقمع من لا يتبنى وجهة نظره المتمثلة بإلغاء قرارات المحكمة الدولية التي لم تصدر بعد. وبدأ الحزب بشن حملة ضد المحكمة الدولية منذ شهور بعد أن تسربت تقارير صحفية وإعلامية تفيد أن المحكمة ستصدر قرارا يتهم بعض أنصاره باغتيال الحريري. وعدّ تلك التسريبات دليلا على عدم مصداقيتها، وأنها مخترقة من المخابرات الأميركية والاسرائيلية. وبموجب هذا الاستنتاج أعلن العصيان على المحكمة، ويريد أن يفرض هذا التوجه على جميع اللبنانيين. 
والآن بعد أن فقد الحزب الأمل في الحصول على ما يريد من خلال التفاهم السوري ـــ السعودي، وخاصة ان الرئيس بشار الأسد أثناء زيارته باريس قال انه تم التوافق بينه وبين الرئيس ساركوزي على أهمية المحكمة، وعندما يكون قرارها مبنيا على دلائل قاطعة فإن الجميع في سوريا ولبنان سيقبلونه. وكان له تصريح مماثل في الدوحة اثناء لقائه أمير قطر. وأيدت موسكو دعمها القوي للمحكمة، مؤكدة عدم قدرة أحد محليا أو دوليا على وقف عملها. عندئذ بدأ قادة الحزب برفع وتيرة التهديد في خطاباتهم ضد المحكمة وضد الأكثرية. قال الشيخ نعيم قاسم «ان المحكمة ألعوبة في يد أميركا وإسرائيل، وبالنسبة لنا فهي غير موجودة وليس لها سلطة على لبنان حتى لو اجتمع مجلس الأمن بأسره». أما النائب محمد رعد فيقول انهم بعد أن فشلوا في القضاء على المقاومة بالحرب اتبعوا أسلوبا آخر هو المحكمة الدولية، ثم حذر الغالبية الحكومية من المماطلة وحدد لها فترة قصيرة لتراجع حساباتها وتصل إلى حل يرضى عنه الحزب، فالتسوية قبل صدور القرار ستختلف عن التسوية بعد صدوره. وقال السيد نصر الله في خطابيه الأخيرين بمناسبة عاشوراء، ان المحكمة والحكومة اللبنانية تحميان شهود الزور الذين أخذوا البلد إلى الفتنة. ورفض اتهام حزبه باغتيال الحريري، وقال انه سيسقط أهداف هذا الاتهام وسنحمي مقاومتنا، وأن مؤامرة المحكمة ستذهب أدراج الرياح ككل المؤامرات السابقة. 
ان هذه التهديدات تنال من كرامة الشعب اللبناني وتخيف الشعب العربي بأسره، فلا توجد أمة ينشأ فيها حزب ينتمي إلى طائفة يحمل السلاح ويتدرب عليه بحجة استخدامه ضد أعداء الأمة، ثم يوجهه للداخل لقمع شركائه واخافتهم لفرض املاءاته. ان ما يجري في لبنان والعراق درس لشعوب المنطقة ودولها، لمنع التجمعات الايديولوجية التي تتمحور حول فكر مذهبي أو عرقي وتتعصب له. إن هذه التجمعات ستكون بمنزلة مشروع فتنة قد تؤدي إلى تفكيك الدولة القطرية وتمزيقها. نتمنى أن يدرك حزب الله، الذي نقدر له تاريخه الشريف، أخطار الانزلاق في مستنقع الحروب الأهلية التي لا يعرف أحد كيف الخروج منها، وخاصة إذا استغلتها دول معادية وقامت بتغذيتها. يقول تعالى عن خطورة الحروب الأهلية «قل هو القادر على ان يبعث عليكم عذاباً من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا فيذيق بعضكم بأس بعض» (الأنعام 65).


12/20/2010
 
 
 
 
الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
تصميم و برمجة
q8portals.com