جريمة كنيسة بغداد تشويه متعمّد للإسلام! | رجوع
ارتكب المجرمون جريمة بشعة أدت الى قتل وجرح بعض الابرياء كانوا يؤدون الصلاة في كنيسة النجاة في بغداد. ثم هددوا أقباط مصر وكنائسها بالقيام بعمليات فدائية اذا لم يتم الافراج عن الاسيرات المسلمات. ويعلم المجرمون انهم لا يستطيعون دخول مصر لان فيها جيشا وطنيا قويا وموحدا، من اهم عقائده حماية الوطن والمواطن من الارهاب. قتل المجرمون الضحايا وهم يهتفون بصيحة «الله أكبر»، ليوهمونا بأنهم يقومون بعمل جهادي، وما قاموا الا بعمل حقير. فاذا كان الاسلام أمرنا بألا نجادل اهل الكتاب الا بالتي هي احسن، قال تعالى: «ولا تجادلوا أهل الكتاب الا بالتي هي احسن الا الذين ظلموا منهم..» (العنكبوت: 46). والظالمون هم من يبادرون المسلمين بالعدوان. قال تعالى: «ولا تسبّوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عَدْوًا بغير علم كذلك زيّنا لكل امة عملهم ثم الى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون» (الأنعام: 108)، فالاسلام لا يجيز لمن لا يحسن النقاش من المسلمين ان يدخل في حوار مع اصحاب الديانات الاخرى. فكيف اجاز المجرمون قتل مواطنين مسالمين غدرا باسم الاسلام؟! لا بد أنهم تعمّدوا تشويه صورة الاسلام، خصوصا ان هذه الجريمة ارتكبت بعد ثلاثة ايام من قيام متطرفين صهاينة بحرق كنيسة في القدس المحتلة، وحمّل التجمع الوطني المسيحي في الاراضي المقدسة حكومة الاحتلال مسؤولية ارتكاب هذه الجريمة، ووصف الاعتداء بانه انعكاس للسياسة العنصرية المتطرفة التي تمارسها حكومة الاحتلال. لقد تسارع كل من الفاتيكان والادارة الاميركية والاتحاد الاوروبي الى ادانة الاعتداء على الكنيسة في بغداد، وهم محقون في ذلك. وكان الواجب يحتم عليهم ان يدينوا جرائم اسرائيل الارهابية التي ترتكبها يوميا ضد الشعب الفلسطيني منذ 62 عاما. ويجب ان نعلم ان تنظيم القاعدة الذي ينسب الى نفسه ارتكاب الجريمة، هو صناعة للمخابرات الاميركية ومخابرات الدول التي تتعاون معها. شكلته لخدمة اهدافها المشبوهة، ولم يدخل العراق الا بعد مجيء الاحتلالين الاميركي والايراني للعراق، وبعد حل الجيش الوطني العراقي، وحل المخابرات واجهزة الامن الوطنية العراقية التي كانت مسؤولة عن الحفاظ على امن العراق وسلامة المواطنين، ليحل محلها جيش الاحتلال والميليشيات التي تدربت في طهران وجاءت لنشر الفتن المذهبية والطائفية لتدمير الدولة العراقية وتفكيكها. كيف تمكنت العصابات الارهابية من اجتياز الحواجز الامنية والوصول بأسلحتها ومتفجراتها الى اهدافها؟ لا بد ان هناك داخل الاجهزة الامنية مَن سهّل لهم هذه المهمة. وبعد ان انهى القتلة مهمتهم أعلنت الدولة انها أنهت الهجوم بنجاح وقضت على الارهابيين. في حين يؤكد بعض الشهود ان القتلة اختفوا بعد مجيء الاجهزة الامنية.. ثم ما معيار النجاح لدى حكومة الاحتلال، وهي تعلم بوجود 52 قتيلا و67 جريحا من الابرياء؟ لقد زار العراقيون في العيد (مسلمين ومسيحيين) قبورَ الضحايا وهم يذرفون الدموع ويضعون اكاليل الزهور على قبور الضحايا، ليثبتوا للعالم ان الشعب العراقي شعب واحد لا يجوز التمييز بين طوائفه. وان المسيحيين العراقيين جزء مهم من النسيج العراقي، عاشوا في العراق قبل الاسلام وبعده، لهم مساهماتهم الفعالة في تطوير الثقافة العربية، ساهموا في تأسيس دور الحكمة والمستشفيات وتطوير جميع المجالات العلمية والفن والادب.
11/22/2010
|