الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
أسباب الفشل في المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية | رجوع
دخلت مصر والأردن المفاوضات مع إسرائيل ضمن مرجعية واضحة محددة، وهي استرجاع أراضيها التي احتلت عام 1967، وكانت إسرائيل تعلم أنه لا السادات ولا جيش مصر ولا شعبها يسمحون بالتنازل عن شبر واحد من أرض مصر. لذلك تمكنت مصر من توقيع معاهدة الصلح في أقل من سنتين. ولم يستغرق توقيع معاهدة السلام مع الأردن سوى أشهر، أما بالنسبة الى المفاوضات الفلسطينية ـ الاسرائيلية، فتبدو انها معقدة. فمنذ انعقاد مؤتمر السلام في مدريد، لم يحصل الشعب الفلسطيني على أي فائدة تُذكر. فلم تفرج إسرائيل عن المعتقلين، بل ازداد عددهم، والجيش الإسرائيلي يحتل أراضي السلطة، ومازالت إسرائيل تسرق أراضي الضفة، وبنت جدار الفصل العنصري الذي قطع أراضي الضفة. وسيحول مشروع الدولة الفلسطينية إلى مدن محاصرة متناثرة، تتحول إلى معازل، لها أبواب للدخول والخروج. والسلطة ضعيفة لا تستطيع حماية الفرد الفلسطيني من اعتداءات جنود الاحتلال والمستوطنين. 
من أهم أسباب الفشل في هذه المفاوضات أنها وضعت منذ البداية تحت رعاية مزدوجة لأميركا والاتحاد السوفيتي. وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي، أصبحت تحت الرعاية الأميركية، وهي منحازة لإسرائيل. لذلك تجاهلت قرارات الأمم المتحدة التي تراعي حقوق الشعب الفلسطيني، كحق العودة وتقرير المصير ووضع القدس. وركزت على الانسحاب من الأراضي التي احتُلت 1967، ولم توقع إسرائيل مع الفلسطينيين معاهدة سلام، بل اتفاق وسيط وإعلان مبادئ، يصفه الكثيرون بأنه ضبابي ويحمل عوامل الفشل والتأويل، ومملوء بالألغاز. وقبل الفلسطينيون بحل جزئي يعطيهم غزة وأريحا أولاً، وتأجيل المسائل الشائكة لمدة خمس سنوات. وضغطوا على عرفات لتعديل الميثاق الفلسطيني لحذف المواد التي تدعو إلى تصفية إسرائيل، التي تعتبر الكفاح المسلح الطريق الوحيد لتحرير فلسطين. فأعطى اعتراف المنظمة بإسرائيل شرعية تواجدها على %78 من أرض فلسطين التاريخية. ومن ثم تحولت الضفة وغزة إلى أراض متنازع عليها بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ولن تتمكن سلطة ألقت خيار المقاومة ولا تملك جيشاً قوياً من استرجاع الحقوق المغتصبة بالمفاوضات مع دولة تؤمن بالحرب والعدوان وتقوية الجيش لتحقيق أهدافها التوسعية. ودخل الفلسطينيون المفاوضات وهم منقسمون. وتجاهلت السلطة سماع رأي الفصائل المعارضة لتلك المفاوضات. 
أدارت إسرائيل تلك المفاوضات بشكل ممل، وتعمدت إطالة المفاوضات لإرهاق الخصم وكسب الوقت، ولم تكشف أوراقها، وأخفت نواياها وأهدافها النهائية، ورفضت عقد مؤتمر دولي للسلام، وبينما ترفض السلطة إشراك من تسميهم المتشددين، تتكون حكومة العدو من المتشددين الذين احتفلوا منذ أيام بانتهاء فترة تجميد الاستيطان، واستعدوا لمواصلة الاستيطان، ويشرّعون القوانين التي تصف أصحاب الأرض الشرعيين بأنهم غزاة يجب طردهم من أرض الميعاد. 


10/13/2010
 
 
 
 
الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
تصميم و برمجة
q8portals.com