الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
دلالات اتهامات الربيعي لإيران | رجوع
قبل أيام اتهم الدكتور الربيعي المستشار السابق للأمن القومي العراقي والقيادي في الائتلاف الوطني، إيران بالتدخل بالشأن العراقي، ويعتقد أن المعارضة العراقية التي كانت متواجدة في إيران، قامت إيران بتدريبها وتمويلها، وبعد أن أصبح لهذه المعارضة نفوذ في العراق كان الإيرانيون أكثر من استفاد من الإطاحة بالنظام السابق. حيث أخذت الحكومة العراقية الموالية لإيران تستورد المواد الغذائية والصناعات حتى الرديئة من إيران. ولكن الأخطر من هذا هو الدور الذي يقوم به الضابط الإيراني قاسم سليماني الذي يمسك بالملف العراقي، وهو في رتبة لواء في الحرس الثوري الإيراني. فهو المسؤول عن الملف العراقي، ويستطيع من خلال علاقاته التاريخية مع كثير من القيادات العراقية أن يؤثر في قناعات بعض العراقيين. 
والحقيقة أن التحذير من سيطرة إيران على العراق وتصدير ثورتها إلى الخليج ليس جديدا، حيث أدلى بذلك أكثر من مسؤول عربي، واتهموا أميركا بأنها تسعى لتسليم العراق لإيران. وعلى الرغم من الخلافات الجوهرية التي تبدو بين أميركا وإيران فإن البعض يعتقد أن هناك تعاونا بينهما وتلاقي مصالح. ويستدلون على ذلك بتعاون الأميركان مع الأذرع الإيرانية في العراق، حيث تعاونت معها منذ الاحتلال. ولم يخف الإيرانيون سعادتهم لما حدث للعراق على يد الأميركان، وأعلنوا أن العراق ما كان له أن يسقط بيد الأميركان لولا مساعدة الإيرانيين. وتسعى إيران عن طريق الأحزاب العراقية الموالية لها لتكريس مبدأ الفدرالية لاقامة عراق مفكك ضعيف. وسعت الأحزاب الموالية لها بتشجيع منها إلى تطهير بغداد من العائلات العربية، وقال موفق الربيعي قبل ثلاث سنوات إن بغداد لا يصح أن تكون محاطة بالإرهابيين، ويقصد العرب السنة. ولتحقيق ذلك فان وزارة الداخلية والميليشيات المرتبطة بها في عهد الجعفري ووزير داخليته بيان صولاغ وهو أحد قياديي فيلق بدر الذي أشرفت المخابرات الإيرانية على تأسيسه، قاموا بحملات قتل وتعذيب وتشويه للجثث في هذه المناطق، كما تعاونت القوات العراقية الموالية لإيران مع القوات الأميركية في تدمير المقاومة العراقية. 
كما يستدل من يعتقد أن هناك تعاونا بين أميركا وإيران في سكوت الأميركان عن الأوضاع المأساوية التي تعيشها الأقليات الإيرانية، وتعامل الأميركان مع المعارضة الإيرانية مجاهدي خلق، وفي معالجة أميركا للملف النووي الإيراني، حيث فضلت معالجته بالطرق السلمية حتى وصل الموضوع، كما قال الرئيس الروسي أخيرا، إلى أن العقوبات المفروضة على إيران لن تجدي، فقد اقتربت إيران من صنع القنبلة النووية. مما يؤكد الدراسات التي ترى أن مصلحة أميركا تقتضي حصول إيران على السلاح النووي، لأن هذا لن يهدد أمن أميركا وإسرائيل، بل سيهدد العرب وسيرتمون أكثر في أحضان أميركا، وأن أميركا ستعتمد في المستقبل على ثلاث دول قوية في منطقة الشرق الأوسط، وهي إيران وتركيا وإسرائيل، وستهمش الدول العربية. نتمنى أن تكون هذه الشكوك غير صحيحة وأن تتعاون إيران مع جيرانها العرب بنية سليمة. 


7/28/2010
 
 
 
 
الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
تصميم و برمجة
q8portals.com