الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
شكوك حول تعاطي إيران مع القضايا العربية | رجوع
بعد نجاح الثورة، قامت إيران بجهود كبيرة لمناصرة قضايا المنطقة، كقطع علاقاتها مع إسرائيل، وإرسال طلائع من قوات حرس الثورة إلى لبنان بعد الاجتياح الإسرائيلي. وسلطت الأضواء في المحافل الدولية على معاناة الشعب الفلسطيني.. ومع ذلك هناك من يتشكك في النوايا الإيرانية، فيعتقد أن لإيران أطماعا في المنطقة منذ الإمبراطورية الفارسية، وبعد سقوطها نتيجة للفتح الإسلامي نشأ تيار قومي فارسي معاد للعرب. وعبر عن نفسه بوسائل شتى كالأدب الذي يتغنى بأمجاد الفرس وشتم العرب، وإثارة القلاقل والفتن داخل المنطقة، ويعدون قيام الدولة الصفوية وتعاون قيادتها مع الغزاة لإسقاط بغداد خير دليل. 
ويعتقد أصحاب هذا الرأي أن القيادة الإيرانية الراهنة تسيطر عليها أحلام التوسع الفارسي. ويستدلون على ذلك بكثير من تصرفاتها، منها أنه بعد انتقال الحرس الثوري الإيراني إلى لبنان لم تشارك تلك القوات في أي عمل عسكري ضد المواقع الإسرائيلية، وخاضت القوات الفلسطينية مع من تحالف معها من اللبنانيين معارك شرسة، مما أجبر الجيش الإسرائيلي على الانسحاب إلى الشريط الحدودي في 85/2/16 ولم يسجل في هذه المرحلة أي مشاركة لحرس الثورة ولا الأحزاب اللبنانية التي كان يرعاها، واكتفى الحرس الثوري بالتمركز في المناطق ذات الأغلبية الشيعية وأسس حزب الله ليكون وكيله في لبنان، وفي هذا قال إبراهيم الأمين الناطق باسم حزب الله في 87/3/5 «نحن لا نقول إننا جزء من إيران، نحن إيران في لبنان ولبنان في إيران». ثم قامت القوى المنضوية تحت الراية الإيرانية بشن حرب على المخيمات الفلسطينية 1988/85 لتجريدها من سلاح المقاومة، ومن ثم منع الفلسطينيين والقوى الوطنية اللبنانية من المشاركة في أي عمل مقاوم ليحتكر حزب الله وحده شرف المقاومة. ليبرر حمل السلاح الذي يمكن أن يشهره ضد من يعارض سياساته، كما فعل حين احتل بيروت. 
وفي العراق وأفغانستان ساندت الاحتلال الأميركي، فلولا الدور الإيراني لما نجحت أميركا في احتلال أفغانستان والعراق، كما قال الرئيس خاتمي. وهي أول دولة تعترف بحكومة الاحتلال وناصرت الصعود الطائفي الذي فرضه المحتل، وتمكنت الميليشيات العراقية المدربة في إيران من ملء الفراغ لتحل محل الجيش العراقي، وتعاونت مع المحتل في قتل العراقيين بحجة أنها تقاتل الوهابيين والتكفيريين والبعثيين. وتتمسك باحتلال الجزر الإماراتية وترفض أي مفاوضات في شأنها، وتثور ضد سماع تسمية الخليج العربي. 
أصحت هذه المعلومات أو لا، فيجب أن ندرك أن إيران جارة للعرب منذ فجر التاريخ، وليس بمقدور أحد أن يغير الجغرافيا أو التاريخ. وأن خير المنطقة يفرض علينا تعزيز الثقة بين دول الجوار لكي تنمو المنطقة، ولا نترك فرصة لأعدائها لإشعال الفتن. 


6/14/2010
 
 
 
 
الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
تصميم و برمجة
q8portals.com