كيف ينجح قانون التخصيص؟ | رجوع
لن ينجح هذا القانون حتى يتخلى الشعب عن سلبيته، ويكون له دور فعال في انجاحه، وان يشعر بأنه المستفيد من تحقيق اهدافه بنجاح، فالخصخصة ليست غاية بل وسيلة لتحقيق التقدم. إن الشعب الكويتي لن يشعر بالسعادة وهو يعيش في مجتمع مليء بالتخلف والفساد، لذلك يشعر كثير منا بالحسرة وهو يشاهد مجتمعات الخليج تتقدم ونحن نتقهقر الى الوراء، ليس حسدا منا لتلك المجتمعات، بل حسرة على تخلف مجتمعنا، خاصة بعد ان ادركنا ان قرار اصلاحه اصبح صعبا ودونه «خرط القتاد». منذ اكثر من عقدين، ونحن نسعى للتتحول الى مركز مالي وتجاري عالمي، قالها صاحب السمو ونادى بها سمو رئيس الوزراء وطالب بها كثير من الخبراء، ولكن دون جدوى. لقد استطاعت الكويت قبل اكتشاف النفط ان تتحول الى مركز مالي وتجاري بالرغم من امكاناتها المحدودة، اما اليوم فلدينا امكانات ضخمة تمكننا من تحقيق هذه الرغبة، لدينا الموقع الجغرافي المتميز البري والبحري والثروة النفطية والفوائض المالية والنظام المصرفي المتميز والثروة البشرية المتعلمة والطموحة، ولكن لم نستطع استغلال تلك الامكانات لتحقيق تقدمنا، بسبب تخلفنا الاداري والروتين المسيطر على الاجهزة الحكومية، ونتيجة لتخلفنا الاداري وانتشار الفساد والرشوة والروتين في القطاع الحكومي تحولت موانئنا الجوية والبحرية الى موانئ ثانوية قياسا على دول الخليج، واثبتت دراسات كثيرة ان اصلاح الدوائر الحكومية يكمن في تفكيك معظمها وتحويلها للقطاع الخاص، ومع ذلك نتردد في اتخاذ قرار الاصلاح. من اسباب ترددنا في دخول طريق الاصلاح وجود جماعة نشطة ترفض الاصلاح لتعارضه مع مصالحها، ولدى هذه الجماعة وسائل كثيرة تمكنها من فرض ارادتها الضارة، فهي تدربت على الردح، واطالة اللسان، وقلة الحياء، تستطيع ان تتظاهر يوميا وترفع اصواتها عالية وتزيف الحقائق وتشوه سمعة الخصوم، في حين تمجد القيادات التي تحارب الاصلاح وترفعها الى مصاف الابطال، فتصفها بالشجاعة وانها تمثل صوت الشعب وضمير الأمة، وتعتقد قيادة تلك الجماعة ان الحكومة ترهبها الاصوات العالية، وصدقت انها تمتلك تلك الصفات والالقاب، لذلك تكرر تواجدها وظهورها في كل مناسبة ولديها مجموعة من المطالب تريد ان تفرضها على الدولة. لن تتقدم الكويت حتى تتحرك الغالبية الصامتة وتتصدى بالوسائل القانونية والدستورية للجماعة التي ترفض الاصلاح، ونتمنى ان تظهر قيادات حكيمة لتلك الغالبية، لتحمي قانون الخصخصة من الانحرافات التي تظهر اثناء التطبيق، وبصفة خاصة تلك المساوئ التي تبرز في المجتمعات التي تطبق الرأسمالية المتوحشة كالاحتكار والتعالي على الطبقة الفقيرة وعدم الاكتراث بحقوق العمال والعاطلين.
1/6/2010
|