صمود الشعب الفلسطيني.. هو المعجزة | رجوع
احتفل الكيان الصهيوني منذ أيام بالذكرى الــ 62 على اغتصاب فلسطين. ومن المؤلم أن يهنئ بعض القادة العرب بيريس بهذه المناسبة، فهذا يعني اعترافا عربيا بما يدعيه الصهاينة من أباطيل في أرض فلسطين، وبشرعية ما يقومون به من أعمال إجرامية ضد الشعب الفلسطيني. وهنأهم الرئيس الأميركي وطمأنهم على متانة العلاقات الأميركية - الإسرائيلية التي لا تكسر، ويقول ان ارض فلسطين هي الوطن التاريخي للشعب اليهودي. فالأميركان هم أرباب العالم وأسياده يهبون الملك لمن يشاءون وينزعونه ممن يشاءون! فأرض فلسطين من النهر الى البحر -من وجهة نظر الصهاينة- أرض يهودية، بل يذهبون الى أبعد من ذلك، انهم يحلمون بإقامة دولة إسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات. فالتواجد الصهيوني مشروع استعماري يريد التهام الأراضي العربية وتهويدها. وفي هذا العام حرّموا على الشعب الفلسطيني ان يحيي هذه الذكرى بالطريقة التي تعود عليها، التي كان يسميها ذكرى النكبة، وأصدروا قرارا يقضي بضم الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح وقبر سيدنا يوسف الى ما يسمى المواقع التراثية للشعب اليهودي. وتم افتتاح كنيس الخراب في القدس الشرقية، سعيا لتهويدها واختلاق تاريخ عبري موهوم فيها. وهم يمهدون لهدم الأقصى وبناء هيكل سليمان على حسابه. ويواصلون سياسة الاستيطان متحدين قرارات الأمم المتحدة. كما أصدروا أمرا عسكريا يقضي بترحيل ما بين 70 ألفا و80 الف فلسطيني. في ظل هذه الظروف يعيش الشعب الفلسطيني على أرض فلسطين صابرا لم تنكسر ارادته. من زرع هذه الشجاعة في نفس الشعب الفلسطيني؟ لا بد انه شعب عظيم أحب أرضه وتاريخه وصمم على الدفاع عنهما وحيدا بعد ان خذله قادة أمته وتعاونوا مع العدو. انه اليوم يختلف عن الشعب الفلسطيني قبل 60 عاما الذي أصيب بالخوف والذهول من تخاذل الأنظمة العربية ومن غدر الدول الكبرى، وفي مقدمتهم بريطانيا التي كانت تحتل فلسطين. فكان القانون الدولي يفرض عليها ان تحافظ على حقوق الشعب الذي تحتل أرضه. ولكنها تآمرت عليه وجلبت الى ارضه مهاجرين وزودتهم بالأسلحة ودربتهم عليها، ومنعت السلاح عن الشعب الفلسطيني. انه اليوم لن يكرر الخطأ الذي ارتكبه الآباء الذين تركوا ممتلكاتهم وتحولوا الى لاجئين. في كل يوم تبث الفضائيات صورا لمعاناة الشعب الفلسطيني الأعزل وبطولاته، خاصة شجاعته في التصدي للمتطرفين الذين يحاولون اقتحام الأحياء المقدسية كسلوان والبستان بحماية جنود الاحتلال، لترويع اهلها واجبارهم على الهجرة. ان ايمان الشعب الفلسطيني بعدالة قضيته والدفاع عنها وإدراكه بأن لا خيار أمامه سوى الصمود.. ان هذا الإيمان، سيكون الركيزة الأولى لهزيمة المشروع الصهيوني وتحقيق النصر.
3/5/2010
|