الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
معاقبة أنصار البرادعي بين الخطأ والصواب | رجوع
قامت أجهزة الامن الكويتية باعتقال مجموعة من المؤيدين لدعوة البرادعي المطالبة بالتغيير. ورحلت عددا منهم. وتركت هذه الاجراءات آثارا قد تضر بسمعة الكويت. حيث انتقدت منظمة هيومان رايتس وتش الاجراءات الكويتية، ووصفت الجمعية الكويتية لحقوق الانسان الاجراءات الكويتية بأنها تعسفية وتتنافى مع ابسط مبادئ حقوق الانسان. وطالبت منظمة العفو الدولية صاحب السمو ان يتدخل لوقف تلك الاجراءات. وفي القاهرة تظاهر آلاف من المصريين احتجاجا على تلك الاجراءات. واتهموا السلطات الكويتية بالتآمر مع النظام المصري لاضعاف موقف المعارضة المطالب بكسر احتكار النظام للسلطة الى الابد. واعتبرت المعارضة المصرية تعليق وزير الخارجية المصري على الاحداث بأنه شأن كويتي لا تتدخل الحكومة المصرية فيه بمنزلة شماتة في المعارضة وتهرب من الدفاع عن حقوق المواطنين. 
وقد تكون الكويت اتخذت تلك الاجراءات لتحافظ على الامن في مجتمع تحيط به اضطرابات اقليمية ودولية، وتصل فيه نسبة الوافدين الى ما يربو على ضعف المواطنين. لذلك نتمنى من الاخوة الوافدين ان يراعوا خصوصيات المجتمع وألا ينقلوا مشاكلهم الينا.. ولكن نعتقد ان بعض تلك الاجراءات فيها نوع من التعسف والمبالغة، وبخاصة فيما يتعلق بعملية الترحيل. لان معظم الحاصلين على فرص للعمل جاءوا لتحسين ظروفهم المادية، وقد يكون بعضهم قد دفع اموالا للحصول على هذه الفرصة، فلا يجوز قطع ارزاقهم وعدم اعطائهم فرصة للدفاع عن انفسهم، خصوصا ان تلك الجماعة كان عددها قليلا، ومعظمها من المثقفين الذين كان تواجدهم في مطعم او مقهى ولم يثيروا اي نوع من الشغب. فكان يكفي التحقيق معهم واخذ تعهد عليهم. ولقد تأثرت كثيرا اثناء قراءتي لمقالات في صحف المعارضة المصرية تناشد صاحب السمو بان يتدخل شخصيا ويأمر بإلغاء تلك العقوبات القاسية وما ترتب عليها. ونأمل ان يتجاوب سموه مع تلك النداءات وبخاصة ان سموه اشتهر بالسماحة ورحابة الصدر، وهو يرأس دولة ديموقراطية ويكره الظلم، وتدخله سيعلي من شأن الكويت وشعبها واميرها في عيون الشعب المصري والعالم كله. 
ولقد احدثت دعوة البرادعي تفاعلا واسعا داخل مصر وخارجها. نظرا لاهمية موقع مصر التاريخي والجغرافي. فإنها تمثل بوابة التغيير للمنطقة فإذا تحرك الشعب المصري واهتم بالاصلاح سيقود المنطقة للتغيير والتخلص من الجمود. ان الجمود الذي اصاب الحياة في مصر هو الذي ادى الى نمو الدور الايراني والتركي في المنطقة لانهما ملأتا الفراغ الناجم عن تراجع مصر عن دورها الاقليمي. ان الجديد في طرح البرادعي يكمن في مطالبته بتغيير مواد الدستور الذي فصل ليخدم مصالح فئة محدودة. واستبداله بدستور يعطي الشعب الحرية في اختيار ممثليه والنظام الذي سيحكمه. فقد يتمكن النظام الجديد المختار بجدية من الشعب والمراقب والمسنود منه ان يحارب الفساد ويضع اسس الاصلاح. 


4/25/2010
 
 
 
 
الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
تصميم و برمجة
q8portals.com