الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
حماية الديموقراطية من الغوغاء | رجوع
لا تناقض بين الايمان بالديموقراطية والاعتقاد بأنها النظام الوحيد الذي يضمن حقوق الانسان الطبيعية في وطنه كحقه في الحرية والعدالة والمساواة، وبين كراهية ان تسيطر جماعة من الغوغاء على المجلس النيابي وتسخره لتحقيق مصالحها الخاصة التي تضر بمصالح الدولة وتهوي بالديموقراطية الى الحضيض. والغوغاء كما تعرفها المعاجم بأنها جماعة فوضوية تحمل نوايا شريرة، وتملك كثيرا من القدرات تمكنها من خداع الجماهير واخفاء نواياها الشريرة، والظهور بمظهر من يريد الاصلاح ويدافع عن حقوق الاغلبية المهمشة والمظلومة وانها تتصدى لمن تسميهم الحيتان وسراق المال العام. 
ومن وسائل هذه الجماعة للوصول الى اهدافها، تقديم خدمات لناخبيهم، خاصة مفاتيحهم الانتخابية، كالسعي لتعيينهم في مناصب قيادية لا يستحقونها او ترقيتهم او حمايتهم من توقيع عقوبات جنائية يستحقونها. والقدرة على إلقاء الخطب الحماسية الفارغة من اي مضمون خلقي او علمي ورفع الشعارات الرنانة والقدرة على تمويه الحقائق وتصوير الباطل وكأنه الحق. كما اشتهرت بتدني لغة الحوار لديها. فلا تلتزم بأدب الحديث اثناء تخاطبها مع المسؤولين ومن يعارض فكرهم، بل تخاطبهم بلغة الصراخ والتلفظ بألفاظ نابية. وتوجيه استجوابات للوزراء احيانا تكون تعسفية غير مبررة ويبيتون النية لطرح الثقة بالوزير المستجوب قبل الاستماع الى ردوده، ويتهمون من يعارض اجنداتهم الخاطئة بأنهم نواب الحكومة الذين يقبضون ثمنا لمواقفهم. ظنا منهم ان هذا الخطاب سيزيد من شعبيتهم وسيرهب المسؤولين وسيدفعهم الى تنفيذ مطالبهم غير المشروعة. ويتقدمون بمشاريع قوانين ذات كلفة مالية عالية ولا تخدم مشاريع تنموية سيؤدي تنفيذها الى تدمير الثروة الوطنية. 
ان سيطرة مثل هذه الجماعة على المجلس النيابي واستغلالها الحصانة البرلمانية والحرية الممنوحة للنائب واستخدامها لشتم الخصوم والاعتداء على حقوق الآخرين، ستجر المشروع الديموقراطي الى الفوضى وتدمره، وستحول المجلس من مجلس رقابي تشريعي يحارب الفساد ويخدم مصالح الامة الى مجلس يخدم مصالح وأجندات فئات خاصة. قد يعرقل التنمية وقد يصبح جزءا من المنظمات التي ترعى الفساد وتنشر الاخلاق الرديئة والسيئة. ان هدف هذه الجماعة الحفاظ على المقعد النيابي لأطول فترة ممكنة للاستفادة من المزايا والمكاسب الممنوحة للاعضاء التي ابتدعوها وصاغوها بأنفسهم، ليكونوا من اصحاب الجاه والثروة. يجب تخليص نظامنا الديموقراطي من سيطرة هذه الجماعة التي اختطفته وتستغله لتحقيق مصالحها الخاصة وتسعى إلى تدميره. 


5/4/2010
 
 
 
 
الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
تصميم و برمجة
q8portals.com