الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
المعارضة الكويتية بين الأمس واليوم | رجوع
المعارضة مظهر مهم من مظاهر الديموقراطية. فاذا كانت الحكومة في الدول الديموقراطية المعاصرة تتشكل من حكومة تمثل الاغلبية، فإنها ألزمت الاغلبية ان تعترف بحق الاقلية في المعارضة. وتهدف المعارضة السياسية الى حماية الحرية السياسية لكي لا يستبد الحكام بالسلطة. واذا كانت الانظمة الديموقراطية المعاصرة اقرت بحق المعارضة بالتعبير عن آرائها، فان الاسلام اعتبر حرية المعارضة من الامور المشروعة. وحث الرسول (صلى الله عليه وسلم) في بعض احاديثه على حرية الكلمة، لذا وجدت حرية المعارضة منذ بداية الاسلام، فكان الرسول عندما يعرض آراءه على الصحابة يسألونه عما اذا كان للوحي دخل ام انها مجرد اجتهاد، فاذا علموا انها اجتهاد طرحوا آراء اخرى. 
اما بالنسبة إلى المعارضة الكويتية، فقد عرفنا نماذج منها قبل الاستقلال، من اهمها مطالبة وجهاء الكويت 1921 الاسرة الحاكمة بضرورة ان يكون لهم دور في ادارة شؤون البلاد، وترتب على ذلك تشكيل مجلس استشاري 1921، ولكنه لم يستمر اكثر من شهرين. ثم تشكلت كتلة وطنية، وكان لديها مشروع وطني واضح يتضمن اصلاحا سياسيا واداريا واقتصاديا، ونتيجة لضغوط الكتلة الوطنية تم انتخاب اول مجلس نيابي 1938/6/28 وتم اسقاطه في 1938/12/1. وحقق المجلس اصلاحات كبيرة خلال تلك الفترة القصيرة. وتم انتخاب مجلس جديد في 1938/12/27 وتم حله في 1939/3/7 بعد ان رفض المجلس مشروع دستور قدمه الحاكم يعطيه حق الاعتراض على قرارات المجلس. 
اما من تتسمى بالمعارضة اليوم، فليس لديها مشروع وطني او اصلاحي. وليس لديها احساس او وعي بمستقبل الدولة ومشاكلها السياسية والاقتصادية، فعلى الرغم من وجود دراسات قدمها خبراء ، يؤكدون ان البلاد تواجه ازمة ستؤدي الى افلاسها اذا لم تغير سياساتها المالية. 
علاوة على ما تتحلى به هذه المعارضة من تدني لغة الحوار لديها وتفضيلها مخاطبة المسؤولين بلغة حادة ولسان سليط. ان هذه المعارضة بهذه الصورة ضارة بالدولة وبالمشروع الديموقراطي، وليس لها اي ايجابيات، فيجب التفكير بالتصدي لها ومعالجة شرورها. 


3/27/2010
 
 
 
 
الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
تصميم و برمجة
q8portals.com