ردود فعل غاضبة على سراية جويهل | رجوع
من المستغرب أن يأتي رد الفعل الغاضب من سراية جويهل من جماعات هاجمته من قبل، ووصفته بأنه ساقط ولاقط وأبوجهل، ووصفوا تجار الكويت والعائلات التي كان لها دور في بناء الكويت بالمافيا والحيتان واتخذوا من المجلس والحصانة البرلمانية منبراً لإلقاء الشعارات. ووسيلة لمهاجمة كثير من الوزراء المخلصين وهددوا كل وزير بالاستجواب وطرح الثقة ما لم ينفذ مطالبهم حتى لو كانت غير مشروعة. لقد تصورت هذه الجماعة أن لغتها الحادة وخطابها العنيف يحققان أهدافهم. فأصبحوا قوة جديدة يخافها المسؤولون. فازداد خطابهم عنفاً، وخرجوا من المجلس الى الشارع ليثبتوا قدرتهم على حشد الجماهير، وطالبوا جماهيرهم بالحضور الى جلسات المجلس ليصفقوا لخطابهم العنيف، ليؤكدوا لجماهيرهم أنهم غيروا المعادلات السياسية الخاطئة التي مكنت أقلية تتحكم في الدولة. فلا توجد قوة في المجتمع غير قوتهم ولن تستطيع أي حركة أن تنجح الا اذا عملت تحت لوائهم. لقد أدخلوا البلاد في فوضى وأزمات سياسية عارمة أدت الى حل المجلس أكثرة من مرة. في وسط هذه الفوضى السياسية ظهر جويهل، وهو مواطن بسيط لا يمتلك تاريخاً سياسياً ولا ينتمي الى تيارات سياسية ولا تجمعات فئوية تسانده. لقد ظن أن الخطاب التحريضي الذي يوجهه أقطاب تلك الجماعة ضد الأسرة الحاكمة والأسر التي لها دور فعال في بناء الكويت، يهدد أمن الكويت واستقرارها، فانبرى في انتقاد ذلك الخطاب، وأعلن ترشيح نفسه للانتخابات واتخذ من مقره الانتخابي منبراً للرد على ذلك الخطاب، فاشتهر أمره وبدأت جماهير تحرص على الحضور لندواته وأخذت بعض الفضائيات تنقل تلك الندوات، فأعلن أنه بصدد انشاء قناة فضائية خاصة، التي أسماها «السور» واعترض البعض على تلك التسمية، لأنها ترمز الى تقديس العائلات التي سكنت الكويت قبل بناء السور. وبدأت تبث بعض البرامج الحوارية التي لم تستمر أكثر من شهر، فقدم صاحبها برنامج السراية، لذا، نرى أنه على الرغم من استنكارنا لبعض الألفاظ المشينة التي استخدمها جويهل وتعرضه لبعض الشخصيات الكريمة، لكننا نعتقد أنه لم يبدأ بالاساءة، بل هم الذين بدأوا، اما ادعاؤهم بأن جويهل قد أهان القبائل، فهذا غير صحيح، لأنهم اختزلوا شخصية القبيلة بشخوصهم فيعتقدون أنه من ينتقد تصرفاتهم فكأنه ينتقد القبيلة نفسها. ويذكرنا هذا السلوك بالرئيس السادات -رحمه الله- عندما ذهب الى القدس، فمن ينتقده يدعي أنه يشتم مصر. هذا هو نهج الطغاة الذين يتلاعبون بالألفاظ ويتصرفون بمنهج الدعاية، يرتكبون الأخطاء ويصفون من يكشف حقيقتهم بالخيانة، يكذبون ويتهمون غيرهم بالكذب ولا يجادلون بالحسنى، بل بالتهديد يشتمون الناس ويرمون من يرد على شتائمهم بإثارة الفتنة وعدو الله والوطن. ولعل الشروط التي وضعوها وطالبوا الحكومة بتنفيذها حتى يرضوا عنها خير دليل على طغيانهم. فحسنا ما فعله رئيس المجلس عندما استنكر الطريقة التي تم بها اعتقال الجويهل.
3/1/2010
|