الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
الحملة الوطنية التطوعية لحماية الثروة الوطنية | رجوع
اجتمعت مجموعة من المواطنين منذ أشهر، يجمعهم الحرص على حماية الثروة الوطنية من الاستنزاف والتبديد، كإنفاقها على مشاريع قوانين عبثية، سواء من الحكومة أو المجلس، مشاريع قوانين ليس لها مثيل في العالم بأسره. وآمنت المجموعة بان تبديد الثروة بهذه الصورة سيجعلنا عاجزين عن توفير مستقبل آمن للأجيال القادمة، لتحيا حياة كريمة في مجتمع يستطيع أن يوفر لها الأمن والاستقرار ومطالب الحياة الضرورية. إن التفكير في ضمان مستقبل زاهر للأجيال القادمة كان حلماً راود سمو الأمير الراحل جابر الأحمد منذ خمسين عاماً، ومن كان يساعده في اتخاذ القرار التجار ورجال الأعمال، حيث كان الجميع لا يفكرون في الحاضر فقط، بل كانوا حريصين على أن يمتد تفكيرهم إلى المستقبل ليساهموا في بناء مستقبل زاهر للأجيال القادمة بعد نضوب النفط بحيث لا تعود الكويت إلى حياة البؤس والفقر التي عاشتها قبل تدفق النفط. لقد أدرك الجميع ان مستقبل الكويت الاقتصادي في خطر لاعتماد الدولة على مورد ناضب، كما اقتنعوا ان ظروف الدولة لا تمكنها أن تكون دولة زراعية أو صناعية في المستقبل، فلا بد من البحث عن بديل. وبالفعل تحقق هذا الحلم ببناء صندوق الأجيال القادمة. 
لم يغب عن ذهن المجموعة ان الكويت تواجه مشكلات خطيرة كثيرة، كظهور النعرات الفئوية والبيروقراطية في أجهزة الدولة وتدني مستوى الخدمات والإدارة الحكومية. وهذا أمر طبيعي فالدولة عندما تنمو وتتطور فلا بد أن تزداد مشاكلها كما ونوعاً، ولكن المجموعة آثرت التركيز على مشكلة الحفاظ على الثروة الوطنية دون غيرها، لأسباب كثيرة من أهمها: إيمانها بأن هذه الثروة قابلة للاستنزاف والضياع. واعتقد أن هناك مجموعات انتهازية تقدم مقترحات لنهب الثروة وتصفها بأنها لمصلحة الشعب. كما أدركت المجموعة ان المجتمع الكويتي يختلف عن كثير من المجتمعات التي عاش الإنسان على أرضها منذ آلاف السنين قبل بداية العصور التاريخية وحتى اليوم. فتلك المجتمعات لديها ثروات لا تنضب. فما زالت تحتفظ بثرواتها الطبيعية من مياه وزراعة وثروة حيوانية وسمكية وصناعات. بل ان تاريخ معظم تلك المجتمعات يؤكد انها كانت حريصة على الحفاظ على تلك الثروات وعلى تنميتها لتلبي الزيادة المطردة في النمو السكاني. اما بالنسبة للمجتمع الكويتي فيعتمد على مورد زائل قدر الخبراء زواله في فترة أقل من قرن. علاوة على أن الدول المتقدمة تجري دراسات جادة للحصول على طاقة بديلة عن النفط. ويتوقع تحقيق هذا الهدف خلال العشرين عاماً المقبلة. فما هو المطلوب من الكويت أن تقوم به إزاء هذه المعطيات والحقائق؟ 
وبالرغم من وضوح المشكلة، فإن الدولة لم تتخذ قراراً حاسماً لمواجهتها. إن أول الخطوات السليمة لمواجهة هذه المشكلة يجب أن تبدأ بالسلطتين التنفيذية والتشريعية، فيجب أن تبادرا إلى تخفيض الانفاق الزائد على حده في أجهزة السلطتين لتكونا قدوة للشعب الكويتي. فعندما يطلب من الشعب أن يتقشف يجب أن تكون القيادة ملتزمة بهذا المبدأ. كما يجب اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيق رغبة صاحب السمو لتحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري عالمي. فما دامت ظروف الكويت لا تمكنها من أن تتحول إلى بلد صناعي أو زراعي، ولكنها بالفعل بإمكانها أن تتحول إلى مركز مالي متميز، ويتطلب ذلك محاربة البيروقراطية المتحكمة في الإدارة الحكومية. كم يجب توفير المناخ المناسب لإنجاح إدارة المشاريع الاستثمارية في الداخل والخارج.
ولكن يبدو انه حتى الآن لم تتخذ أي خطوات مهمة لمواجهة هذه المشكلة. فهناك أكثر من أربعين مشروع قانون ومقترحا مقدما ذات كلفة مالية عالية، سيؤدي تنفيذها إلى تدمير المال العام. كما ان الجهاز الحكومي ما زالت تتحكم فيه البيروقراطية القاتلة ويتفشى فيه الفسادان الإداري والمالي. من أجل ذلك قامت هذه المجموعة منذ أشهر ولها أهداف ورؤية واضحة ولديها وسائل متعددة. وهي مجموعة تطوعية لا تسأل مالاً ولا أجراً على عملها، ولا تتطلع لتولي مناصب قيادية، بل قد يكون بعضهم زاهداً في تولي المناصب، ففيهم وزراء ونواب سابقون وأساتذة جامعة وإعلاميون. وقد بدأت بالتشرف بمقابلة صاحب السمو، وستواصل مسيرتها وتتصل بالمسؤولين نواباً وحكومة وتتصل بالشعب الكويتي، وهذا هو المهم، الوصول إلى الشعب وتوعيته وإيقاظه من سباته، ليدرك خطورة المشاريع التي تهدف إلى نهب الثروة الوطنية وتبديدها في مشاريع فاسدة. وليدرك الشعب ان الجيل الحاضر لا يحق له أن يستأثر بالثروة الوطنية ويبددها على ملذاته وأهوائه ليحجبها عن الأجيال القادمة. وعلى الشعب أن يدرك ان أول المتضررين من انهيار الاقتصاد الوطني هم أبناء الطبقتين الفقيرة والمتوسطة الذين يعتمدون اعتماداً كلياً على اقتصاد الدولة، أما أبنا‍ء الطبقة الثرية فلديهم استثماراتهم الخارجية. ربما عندما يدرك الشعب هذه الحقائق ستنجلي عنه الظلمة ويدرك ان من يقدم المقترحات لنهب الثروة ويزعم زوراً وبهتاناً انها لخدمة الشعب، انه عدو للشعب وخادع ومضلل. 


10/22/2009
 
 
 
 
الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
تصميم و برمجة
q8portals.com