الضعف العربي وقرار اعتقال البشير | رجوع
إن قرار اعتقال الرئيس عمر البشير دليل على ضعف العرب وعجزهم عن الدفاع عن أنفسهم. إن هذا العجز هو الذي شجع أوكامبو على إصدار هذا القرار المهين، وهناك أدلة تؤكد انحرافاً في شخصية أوكامبو، من أهمها الشهادة التي أدلى بها نيري ديران مدير العمليات في منظمة أطباء بلا حدود العاملة في دارفور، حيث اتهم فيها أوكامبو بأنه قدم معلومات مغلوطة عما يجري في دارفور. وقال ديران إن أوكامبو أبلغ الأمم المتحدة ان النازحين في دارفور يعيشون في معسكرات للإبادة، وهذا غير صحيح ولو كان صحيحاً لانسحبنا من هناك وكشفنا الحقائق. إن هذه الشهادة الصادرة من شخصية عاشت سنوات في دارفور دليل يكشف أكاذيب أوكامبو، وتدفعنا للتساؤل: الى أي أدلة يستند أوكامبو في اتهامه البشير؟ أعلى آراء صحافة تخطط دولها لتفكيك السودان؟ وهناك أدلة أخرى تؤكد انحراف أوكامبو، منها الاتهام الصادر من المنظمة الدولية للعمل ضده، حيث اتهمته بأنه تجاوز صلاحياته لقيامه بطرد كريستيان بالمه الناطق الإعلامي في المحكمة من وظيفته لقيامه بتقديم شكوى ضده يتهمه بالاستغلال الجنسي لصحافية من جنوب افريقيا، وكان كريستيان يحتفظ بتسجيل يؤكد اتهامه. وأضافت المنظمة ان هذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها أوكامبو اعتراضات حول طريقة عمله، بل سبق ان قدم عدد من العاملين في المحكمة استقالاتهم احتجاجاً على تعامله السلطوي معهم. انه لمن المستغرب أن تستمر شخصية ثبت انحرافها في رئاسة محكمة دولية. لا شك ان من يساند مثل هذه الشخصية هو من يريد إضعاف الأمم المتحدة وتسييس المحاكم التابعة لها وتسخير المنظمات الدولية لخدمة أهدافه الاستعمارية لينشر القلاقل وعدم الاستقرار في الدول التي يريد الهيمنة عليها، بدلاً من توجيهها لخدمة مصالح الشعوب المنضوية تحت رايتها. من هنا ندرك دوافع القاضي الدولي بإصدار مذكرة اعتقال بحق البشير بتهمة جرائم ضد الإنسانية في دارفور. بينما تعامى عن جرائم بوش وإسرائيل التي شاهدها العالم وتظاهر الملايين ضد وحشيتها. إن ما يحدث في السودان هو حرب أهلية تدور بين متمردين يريدون الانفصال عن الدولة وجيش يريد الحفاظ على وحدة أراضي الدولة. ولقد قامت معظم دول العالم التي تعرضت لحركات انفصالية بكل الجهود للحفاظ على وحدتها كأميركا وإنكلترا واسبانيا والهند وروسيا وتركيا. فلماذا التركيز على السودان؟ ولذلك اعتبر تشافيز مذكرة اعتقال البشير ترهيبا قضائيا وقلة احترام لشعوب العالم الثالث. ويتساءل: لماذا لا يأمرون باعتقال بوش وشيمون بيريس؟ واتهم المحكمة بأنها انتهكت القانون الدولي لأنها لا تملك صلاحيات اتخاذ قرار بهذه الأهمية ضد رئيس دولة على رأس عمله. وأكد انهم يفعلون ذلك لأنه بلد افريقي من العالم الثالث. إن الدعوات المتكررة التي تطالب بالتدخل الدولي في دارفور تؤكد ان السودان مستهدف مثل العراق والصومال، وهناك مؤشرات تؤكد ان لإسرائيل دوراً كبيراً في ما يحدث في السودان، ومن ذلك ان وسائل الإعلام الإسرائيلية أبدت اهتماماً كبيراً بقرار المحكمة، وزعمت أن هذا القرار كان يجب أن يصدر قبل شهور. وفي حديث لوزير الأمن الداخلي الإسرائيلي في ندوة عن الاستراتيجية الإسرائيلية تجاه بعض الدول العربية، وضع تصورا لأبعاد التدخل الإسرائيلي في السودان، وأكد ان خبراء الاستراتيجية في إسرائيل يرون ان السودان بموارده الطبيعية الكبيرة ومساحته الواسعة وثروته البشرية إذا ترك لحاله قد يتحول إلى قوة هائلة تضاف إلى قوة العرب. وأشار إلى مساهمات السودان في المجهود الحربي ضد إسرائيل، وانه كان يمثل عمقاً استراتيجياً حربياً للجيش المصري، وكي لا يتكرر هذا المشهد على إسرائيل أن تمنع السودان من أن يتحول إلى دولة قوية ومستقرة. ولذلك كونت إسرائيل علاقات وثيقة مع بعض فصائل المتمردين في دارفور، وخاصة فصيل عبدالواحد نور الذي تكررت زياراته لتل أبيب ويتلقى دعماً مادياً وعسكرياً من إسرائيل. من هنا ندرك ان السودان خاضع لمخطط يستهدف إضعافه، ولذلك وقف الشعب السوداني موحداً ضد قرار المحكمة بمن فيه المعارضة بقيادة الصادق المهدي، وشذ عن هذه الوحدة الترابي المشهور بشخصيته الانتهازية والذي يبحث عن الفرص التي توصله إلى الحكم حتى لو كان ذلك على حساب مصلحة وطنه وأمته. لذلك نستنكر الدعوات العربية التي سارعت للمطالبة بعقد مؤتمر دولي لمعالجة الآثار المترتبة على مذكرة الاعتقال وكأنها لا تدرك خطورة مصادرة القرار العربي ولا تدرك أن الأمة مهددة ومستهدفة من هذه الدول التي يدعوها للحضور. ونبارك القرارات التي اتخذها القادة العرب في مؤتمر الدوحة بشأن الرئيس البشير. ونتمنى ألا تكون مجرد كلام إنشائي. كما نرجو من القادة العرب أن يدرسوا قضية دارفور دراسة شاملة ويبحثوا عن حل توافقي عادل يرضي جميع الأطراف لإبعاد الإقليم عن التدخل الدولي المشؤوم.
7/4/2009
|