بعد المجازر التي اُرتكبت ضد الشعب السوري، ظنوا انهم هزموا ثورة الشعب السوري. وعلى العالم أن يعترف بانتصارهم ويسارع بالتطبيع مع النظام السوري. ولكنه فوجئ اثناء محادثاته مع المستشارة الألمانية أن العالم الحر يرى أنه لا تطبيع مع نظام الأسد ولا اعمار لسوريا إلا بتطبيق القرارات الدولية والتي تطالب بإقامة حكومة انتقالية لا وجود للاسد فيها ولا لمن تلوثت أيديهم بسفك الدم السوري، على أن تمهد تلك الحكومة لإقامة حكومة منتخبة تحت إشراف الأمم المتحدة. من الصعوبة عودة المشردين السوريين إلى مدنهم وقراهم المهدمة والنظام القاتل ما زال متواجدا فيها. لما سألوه عن المعتقلين اعترف أنهم ماتوا في سجونه، أي ماتوا تحت التعذيب، فهو ما زال يمارس القتل والارهاب. كما أعلنت أميركا أنه لا اعمار لسوريا الا بعد خروج إيران وميليشياتها من الاراضي السورية.
وعلى جانب اخر، توضح الأنباء الواردة من سوريا أن وفودا إيرانية كانت تتوالى على سوريا. فمنذ أيام زارها وزير الطرق واعمار المدن الايراني مع وفد من أركان وزارته وأعلن أن سوريا تمر بمرحلة جديدة من اعادة الاعمار، وبامكانها ان تعتمد على رجال الاعمال الايرانيين بما يمتلكون من خبرة عالية في ذلك. كما زارها وزير الدفاع الإيراني ليهنئ الاسد على انتصاره على الشعب السوري وليشجعه على مذبحة ادلب. وعند وصول خاتمي مطار حلب كان في استقباله قيادات من الجيش الإيراني وقيادات من الحرس الثوري الايراني. وكأن حلب أصبحت مدينة إيرانية. لا شيء يوحي بأنه في دولة عربية أو سوريا. كما قام وزير خارجية إيران بزيارة مفاجئة إلى سوريا في الثالث من الشهر الجاري وأعلن ضرورة سيطرة الاسد على ادلب. وعقد في طهران في التاسع من الشهر الجاري مؤتمرا عن ادلب بحضور روسيا وتركيا وإيران. أي لا وجود فيه للسوريين، لا النظام ولا المعارضة. وبدأت القوات الروسية منذ الرابع من الشهر الجاري بقصف ادلب، مبررة ذلك على أساس أن اعادة ادلب للنظام ستعجل في احلال السلام للدولة السورية.
الأسد الغائب عن الواقع صدّق المزاعم الإيرانية، وقال في خطاب تلفزيوني انه لن يسمح للاعداء بالمشاركة في اعمار سوريا، وإذا جاءوا سيحاربهم. سيقوم بالاعمار الاصدقاء فقط. يعني الايرانيين والروس. دون أن يدرك أن إيران التي تعاني من أزمة العقوبات الأميركية وتعاني من مواجهة شعبها الذي يتظاهر ضد البطالة والفقر والتخلف، كيف يمكنها أن تساعده في الاعمار وهي عاجزة عن اعمار نفسها؟ علما أن تكلفة الاعمار قدرت بـ300 مليار دولار. وأعلنت الهند أنها ستساهم في الاعمار..
الروس هم من ادركوا عمق المشكلة. لذلك نرى بولتون مستشار الامن القومي الاميركي يؤكد ان روسيا عالقة في سوريا وتطلب المساعدة. قد تكون روسيا كسبت معارك حربية ولكنها خسرت السلام، ومن يخسر السلام يخسر الحرب والسلام معا.. والان الاسد يستعد لاقتحام ادلب اخر معاقل المقاومة وسيؤدي هذا الى مزيد من الدمار للمدن السورية ومزيد من القتل والتشريد للشعب السوري. نتمنى أن يستيقظ ضمير العالم الحر ويتحقق ما نادى به الرئيس الفرنسي ماكرون ووزير الدفاع الأميركي جينس ماتيس اللذان دعوا الى عدم بقاء سوريا في قبضة الاسد في أي حل سياسي. فهو من تسبب في قتل أكثر من 500 الف من الشعب السوري وشرد الملايين ودمر المدن بالتنسيق مع روسيا وايران
