الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
الفتن الطائفية والدور الأميركي في إشعالها | رجوع
جاء الغزو الأميركي للمنطقة لتحقيق الحلم الأميركي الداعي لتكوين الامبراطورية الأميركية العظمى وظنوا ان السيطرة على العراق ستؤدي إلى تساقط أنظمة المنطقة تساقطا سريعا كتساقط الدمى ليعيدوا صياغتها وفق مصالحهم والمصالح الاسرائيلية، لكنهم فوجئوا بالمقاومة العراقية الباسلة فاضطروا إلى تعديل أساليبهم مع الاحتفاظ بأهدافهم ومخططاتهم العدوانية. ومن وسائلهم التي اتبعوها للسيطرة على العراق شراء العملاء وتدريبهم على الأدوار التي سيقومون بها، وارتكاب المجازر وجرائم الابادة المتوحشة، واشعال الفتن والحروب الطائفية فمزقوا العراق إلى طوائف وأعراق متعادية تتنافس في ارضاء المحتل والتعاون معه. ففي الجنوب تتركز الميليشيات الشيعية التي جاء معظمها من ايران واصبح معظم الجيش العراقي وقوى الأمن يتكون منها. وفي الشمال وجدت البشمركة الكردية، وفي الانبار تشكلت مجالس الصحوة السنية التي تأسست لمحاربة تنظيم القاعدة ومقاومة النفوذ الايراني في العراق، وخاصة في مناطقهم، وتوفير الأمن لمواطنيهم. وهكذا أصبحت الساحة العراقية تشهد صراعات مذهبية وعرقية مختلفة، ذات أبعاد وأهداف غامضة قد تؤدي إلى تحطيم الروابط المكونة للنسيج الوطني العراقي وتمزق وحدة الشعب العراقي، ولكنها ابتعدت عن محاربة المحتل ومقاومة مشروعه الشرير. 
اما المشهد على الساحة اللبنانية فلا يقل خطورة عن العراق فبعد انتصار المقاومة على اسرائيل عام 2006 أدركت أميركا خطورة حزب الله على مشروعها في المنطقة، فقررت الاستمرار في محاربته، ومن الوسائل التي اتبعتها اشعال الفتن في لبنان من خلال تحريض ابناء المجتمع اللبناني وتشجيعهم على الدخول في صراعات تمنعهم من التوصل إلى حلول لمعالجة مشاكلهم عن طريق الحوار، وكانت السفارة الأميركية ومبعوثو الإدارة الأميركية إلى بيروت وأركان الإدارة الأميركية يقودون الفتنة علانية ويمنعون الأطراف اللبنانية من التوصل إلى تفاهم، حتى بلغت الفتنة ذروتها في 7 ــ 5 ــ 2008، عندئذ قررت المقاومة اللجوء إلى الخيار العسكري لوقف المؤامرات التي تحاك ضدها ودفاعا عن سلاح المقاومة واستطاعت خلال ساعات ان تحسم الموقف وتسيطر على بيروت وتجبر الحكومة على الدخول في حوار لمعالجة المشاكل العالقة. واعتقد كثيرون ان المشروع الأميركي قد هزم في لبنان، ولكن سرعان ما ظهرت بوادر توتر في البقاع والشمال بين المعارضة والموالاة سقط خلاله كثير من الضحايا، وبدأ الاجتياح الذي قام به حزب الله لبيروت يأخذ منحى مذهبيا ويفسر تفسيرا طائفيا، فأشعل صراعا طائفيا متطرفا يطالب بإنشاء مقاومة سنية لمقاومة التمدد الايراني في لبنان، لا سيما بعد ان أعلن السيد حسن نصرالله انتماءه لولاية الفقيه. 
ولقد أثرت أحداث العراق ولبنان على الساحة العربية، وخاصة في ما يعرف بدول الاعتدال العربي التي حذرت من التمدد الايراني في المنطقة، واعتبرته أشد خطورة من اسرائيل، وزاد الموقف خطورة ما بثته بعض الفضائيات الشيعية العراقية من برامج بمناسبة إقامة مجالس العزاء لفاطمة الزهراء (ر). 
لا شك ان هذا الخطاب سيسعد الغزاة المعتدين وسيعطيهم أملا في نجاح مشروعهم الذي هزم في العراق ولبنان، وسيطلبون من أدواتهم وعملائهم ومخابراتهم في المنطقة ترويجه وتسويقه واشعال الفتن بين العرب والفرس وبين السنة والشيعة وتنميته وتغذيته، لتحويل الصراع الدائر في المنطقة بين العرب وأميركا واسرائيل إلى صراع تخطط له أميركا وتريده ان يكون بين العرب والفرس أو بين السنة والشيعة. نرجو من الله ان يحمي المنطقة من شرور أميركا وان يلهم زعماءها وعلماءها الحكمة لإنقاذ المنطقة من مكر الصهاينة ومكايدهم.


2/7/2008
 
 
 
 
الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
تصميم و برمجة
q8portals.com